- عبده منصور المحمودي
في عيونٍ
منْ رحيقِ الفجرِ مُلكًا
قد أقمت،
قد نحرتَ الحُلْمَ في روحِ المآقي،
قد فرضتَ على الرموشِ:
هواجسَ الأشياءِ،
مناسكَ التبجيلِ،
ما ليس في مُتُنِ اليقينِ
من الفروضِ المستطاعةْ.
تلكَ عينٌ،
آثرتْ عنكَ التواري،
والتواري قادمٌ،
وداكنةٌ عواصفهُ القادمةْ.
تلكَ عينٌ،
لو عُصِرْتَ الدهرَ دمعًا،
لن تساوي
بعضَ ما أدمى سناها
إثرَ سوطٍ من سِياطكْ.
تلكَ عينٌ،
كان ضوءُ العطرِ في أهدابها
حِكْرًا عليكْ،
أهرقتْ نورَ البصيرةِ،
فوقَ شوكٍ كانَ مسنونًا
لأخمصِ مقلتيكْ.
تلكَ عينٌ،
دمعُها ظِلٌّ
يبجِّلُ ما اشتهاكَ منَ السباتِ،
يخضُّها الشوكُ المكهربُ
بين آهاتِ الهجيرةِ؛
كي تؤوبَ إليكَ
بالشهدِ المعتّقِ
في ورودهِ بانكسارْ.
تلكَ عينٌ،
صُبْحُها ذابتْ وضاءتهُ،
وليلُكَ في قناعِ الصبحِ
مخدوشٌ بأشلاءِ القناعْ.
تلكَ نابتْ،
عنكَ أزمنةً،
كم مضتْ،
بينَ أناتِ العواصفِ
وردةً!
تصُدُّ أمواجَ الثلوجِ،
وأنتَ يُدْفِئكَ احتراقُ القولِ،
تلتحفُ السطورْ.
كلُّ عينٍ،
سوفَ يُعتقها التواري،
لن تصافحَ “بوذا”
فوقَ أثداءِ التجلي،
سوفَ تمضغكَ اشتهاءً،
خلفَ نهدِ الضوءِ،
ثرثرةُ العيونْ.





