- كتب: ماجد زايد
شخصيًا، أريد #ميسي أن يأخذ كأس العالم لفكرة مختلفة تمامًا عن فكرة شخصه ومنتخبه وقناعات مشجعيه، أنا فقط أريد لفكرة الكمال أن تتحقق في كرة القدم، كمال الأسطورة والخرافة الإستثنائية، عن لاعب قدم المعجزات وحقق الكمال الأخير، بشروط لا تتوفر الاّ بميسي، ولا تتحقق الاّ به ولا سواه، اللاعب الذي صنع لكرة القدم في عصرها الحديث معنى أخر، معنى سيكون للدهر وما وراه، معنى أوصل كرة القدم وعشق كرة القدم الى كل أنحاء العالم القريب والبعيد، وصدقوني سيكون العالم مكانًا أجمل بكثير لو أخذ #ميسي كأس العالم. سيصنع لمسيرته مصيرًا أخر وشكلًا مختلفًا وحياة جديدة، ومنها سيثبت للعالم حقيقة أنه هو وقدمه فقط من حققا الكمال لكرة القدم، سيثبت خرافة المعجزة والإسطورة المرتبطة بأسمه وموهبته وكماله..
ميسي، هذا العنفوان الذي لا يتكرر في كرة القدم مرتين، كرة القدم التي نعشقها بقدمه وحضوره وبشكله ليس الاّ، هذا هو المستحيل بعينه، أن تخرجنا قدم لاعب من عالمنا وضجيج همومنا وإنشغالاتنا، أن تبعدنا عن التفكير المرهق للذات، وتأخذنا بعيدًا من دائرة السياسة واليأس والدوران المتكرر حول المستجدات المخيفة والأحداث الكارثية في محيطنا المليء بالموت والخوف، هذه الكرة المستديرة بقدم #ميسي تعيدنا لرغبة البقاء، وتزيد من رغبتنا في الحياة، الرياضة وشغفها وتشجيعها والإندماج معها نمط ممتع وملهم، وإبتعاد ذكي عن تراكمات الأحداث المحفورة داخل النفس والذكريات، هذه الكرة الصغيرة والعجيبة تحفزنا في كل مرة، تسعدنا، تمتعنا، تعيد تركيزنا، تصنع فينا بدايات أخرى لأحلام جديدة.. وهي أيضًا نماذج متقدمة من التحفيز الذاتي المليء بالحماسة والإصرار، خصوصًا مع الإدراك المستمر بأن هزيمة المستحيلات ممكنة دائمًا!
وهنا يأتي ميسي ومعجزته التي لا تتكرر، لاعب العشق والإفتتان والبطل في كل المناسبات، وفي كل التوقعات والنتائج والتحليلات.. #ميسي المعجزة الأخيرة لو تحدثنا عن 700 عام ماضية، والنشوة التي لا يمكنني السكوت عنها بينما تصنع الإمتاع كأنها تدوّي في داخلي وتموت، نشوة اللاعب الأخير والعشق الوحيد، نشوة ميسي الذي يستحق تشجيعنا له حتى الأبد وما وراء الأبد، وانتظارنا له كل يوم يمنحنا الكثير والكثير من متعة الأمل والحياة، هذا ميسي بمفرده، وكؤوس النصر بينما تتحقق بمزيد من الإصرار والتحدي، ميسي وعشق ميسي، ومتعة الجماهير التواقة دائمًا لحضوره وبقاءا..
وفعلًا، وكما نقول دائمًا، تشجيع هذا اللاعب، مغامرة كبيرة لا يتحملها غير الرجال، إما أن تصمد، أو تنصرف كالنساء الباكيات، وهانحن ذا جمهور لا يبكي ولا ينهزم ولا يخاف ولا يتوقف عن إنتظار المزيد.. وهو في كل مرة يعرف ما يريد، لهذا سيأتي النصر بعد هذه النظرات رغمًا عن أنفه، سيأتي مسحوبًا على وجهه.. هذا ما يحضر في عقولنا وقلوبنا انه، ولا شيء أخر يجب أن نقوله في حضرة حروفه الأربعة، حروفه التي تتراقص معها أحاسيسنا كالكرة كلما أمسك بها، كلما طارت وصارت بقدميه صاروخًا لا يُصد ولا يعود، كلما بدا كأنه لا يقهر ولا يترك الكرة للحظة واحدة، شاهدوه وشجعوا هذا المتعة الخالدة، شاهدوه لأنه لا يتكرر ولا يحدث مرتين، ويوم يعتزل لن يأتي مرة أخرى من يشبهه..
هل تعرفون لماذا؟! لأنه القائد واللاعب المراوغ، لأنه المنتصر بمفرده لو حضر بقدمه فقط، لأنه من نثق به مطلقًا، لأنه سر اللعب والإنتصار.. القائد في كل الأمور هو الإنتصار، وهو خريطة التقدم والتصدر والإحتمال، وهو الصمود والرغبة العارمة بالعودة إليه، وبدونه لن يُصنع شيء، ولن يتغير شيء ولن يأتي شيء ولن يكتمل أي شيء..
أخيرًا تذكروا هذا، إذا استهوتكم كرة القدم فعليكم بتشجيع #ميسي أينما لعب، وأينما ظهر.. أنا حقًا أخشى أن يأتي علينا زمن لا يوجد فيه ميسي ومتعة ميسي.