- كتب: خلدون العامري
البداية من الكابتن طيار طلال الشاوش قائد المقاتلة الحربية “ميج 21” مدير الأمن والسلامة بقاعدة العند الجوية.
في مواقع التواصل الإجتماعي كسب صداقة المهتمين ونال ثقة المتابعين وأحرز محبة الكثيرين، كيف لا وفي طرحة صفاء أنقى من صفحة الماء وفي شرحه لطف يُذهب وحشة المساء، عرفناه اجتماعي حد التماهي، ينثر قفشاته ومواقفه اليومية بعفوية بالغة، يتقبل اخفاقاته برضى، ويحفل بنجاحاته بمحبة، منذ اجبر على مفارقة الجو لجأ الى مسقط الرأس يحمل فكر عالي كعلو مهنته غير مستسلم لتقلبات القدر يعمل بجدية في الحرف المتوارثة البسيطة ويشارك تفاصيل يومياته ببساطة أشد ابتداء بتجربة النحالة واستخلاص العسل، وانتهاء بهذه التجربة القاسية تجربة مزاولة بيع القات التي أجبر على امتهانها لإعالة اسرته بعد أن تقطعت به السبل.
لم يكن حال الكابتن طيار طلال وزملاءه ميسورا أثناء العمل، حيث أكد في أحد منشوراته بالقول لا أحد يتشفى فينا أننا أصبحنا نهيم على وجوهونا بلا طيران أو رواتب، الشغف وحده هو ما كان يجعلنا نتمسك بالعمل، فقد كان الطيران بالنسبة لنا هو الشغف والسحر والإدمان وبسببه كنا نتحمل الظلم وعيش الكفاف.
ومنذ أجبر على ترك الشغف خاض العديد من التجارب ففي المجال الزراعي خاض التجربة بحس نقي وضمير حي حاملاً هم الإرتقاء بالمنتج والمستهلك وذلك باستحداث اصناف زراعية ذات جدوى اقتصادية ك زراعة المحاصيل النقدية الواعدة والأعشاب العطرية الرائجة، التي تخفف من تسمم التربة وتلوث البيئة وتحد من الاستنزاف الجائر لمخزون المياه وهو ذات الأمر الذي استنكره في عملية الري استنكر العبث و الاسراف الماضية بطرق بدائية فحاول جاهدا اقناع الفلاحين بترشيد استخدام المياه واللجؤ لتقنيات الري الحديث بالتقطير، وحسب إمكانياتهم المتاحة حثهم على بناء خزانات الحصاد المؤقتة والدائمة للإستفادة من السيول الموسمية التي تذهب هدراً وله باع في تلك التجربة، كما عمل جاهدا على ثنيهم من الإعتماد على مضخات الرفع التقليدية التي ترهقهم شتاء بأسعار الوقود الباهضة خصوصا والبلد يعاني من أزمات نفطية متلاحقة مقترحاً عليهم الدخول معه بشراكة من اجل انشاء منظومة تعمل بالطاقة الشمسية النظيفة والمتجددة.
وفي معرض استنكاره وسخطه على استخدام المبيدات الكيماوية الخطرة التي تدمر التربة وماتسببت به من نفوق لخلايا النحل ؛ كان شغله الشاغل انتاج مخصبات عضوية بسيطة من المخلفات الحيوانية والنفايات المتوكمة.
وما بين شد وجذب أجبرته الحاجة إلى زراعة القات أسوة بالآخرين وحين كان قاب قوسين أو أدنى وبين ليلة وضحاها أصبح يقلب كفيه بعد أن فوجئ بسرقة كامل محصوله.
اليوم وهو يخوض تجربة بيع القات فكما عهدناه متسلحاً بشعلة نشاطه ومواكباً للتكنولوجيا هاهو يخوض التجربة بفرادة، متمردا على الروتين البدائي العقيم في العرض والتسويق.
يقود ثورة حقيقة تؤسس لمنعطف تسويقي جديد يواكب امكانيات اليوم من خلال مايحمله من رؤى وافكار عصرية حيث نجده :
- ينشر تحديث يومي لنوعية وجودة القات
- يحديد سعر تكلفة كل نوع قبل وصوله السوق.
- يتيح امكانية الحجز الكترونيا.
- يقدم خدمة توصيل إلى المنازل.
- يبيع بالميزان لنوعيات محددة.
- يتيح امكانية الدفع عبر الحساب.
لاقت هذه التحديثات استحسان الكثيرين وانهالت عليه طلبات الحجز فوق طاقته.
ففتحت له نافذة لدعوة زملاءه من صقور الجو بالإنخراط في هذا العمل الشريف من خلال منشوره الذي أعلن فيه نيته توسعة نقاط البيع معطياً الأولوية لزملاء الجو ومبررا هذا التفضيل بالحديث الشريف “خيركم خيركم لأهله” و أردف في منشوره “وأنتم أهلي” ثم حفزهم بالمثل الشعبي “اشقي بالريال ولا تتسلفه”.
مخاطبا إياهم: من هو جاهز يراسلني خاص أو واتس.
مذيلا منشوره بهشتاج #الشغلمشعيب
نعم فالعمل أياً كان ليس عيباً وهو أشرف من بيع الضمير والتطبيل للقتلة والفاسدين. لم تمضي يومان حتى أعلن الطيار طلال عن افتتاح نقطتين بيع للقات الماوية
النقطة الأولى شارع 45 يديرها الطيار محمد العبسي.
النقطة الثانية شارع هائل يديرها الطيار محمد السواري.
وتحت شعار “جودة عالية بسعر سوق ماوية وبسعر التكلفة ومن كذب جرب عزيزي المولعي أنت من تقرر كم نستحق مقابل الخدمة.”
وهكذا أصبح صقور الجو باعة لوريقات القات.