- كتب: عبدالرحمن بجاش
قالت نكتة متداولة:
إذا رأيت ضوءا وسط غابة في الهزيع الأخير من الليل، فاعلم: أما أن يكونوا فيتناميين يخططون لمعركة
أو عرب يتناقشون في السياسة، وأضيف أنا على الطريقة العربية.. وأحدهم من أمريكا اللاتينية يعزف على الجيتار، وفي شوارع موسكو، وأينما كنا نذهب، فإذا لاح ثلاثة يمشون متلاصقين فأعلم أن أحدهما يحمل جيتارا !!، وهذا ماكان يحصل على الدوام، ثم أن هناك عرقا عربيا في اسبانيا والبرتغال حمله المستعمرون الأوائل لأمريكا اللاتينية، ولذلك تجدهم يتعاملون معك بلطف وهي طبيعة الانسان الحالم أصلا..
وانظر حتى ثوارهم غير ثوار بقية العالم، فلا يزال جيفارا حلم الشباب والـ ” تي شرت ” الذي عليه وجهه على جسد العالم الذي تحلم بالتحرر من الانعتاق.. أما كاسترو صديق مارادونا الحميم فحكاية لوحدها، وأناشيد “سيرا مايسترا” لا يزال يدندن بها المقاتلين من أجل الحرية.
الأرجنتين كبلد موطن الجمال، وموطن الأقاصيص الانسانية العتيقة.. بلد جميل لنا كعرب أثر، فقد تولى كارلوس منعم وهومن أصل لبناني رئاسته، وآثارنا تدل علينا !!
كأس العالم له علاقة حميمة بالأرجنتين، والكرة عموما تسري في دماء الأرجنتينيين، فإذا صنفت أقوى المنتخبات الأقوى على مستوى العالم، يمكنك أن تقول هكذا: البرازيل، الأرجنتين، ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، هولندا، إسبانيا.
الأرجنتينيين شغوفين بالحياة، و شغوفين بثلاثة:
مارادونا، ايفا براون، الكلاب.. ثلاثة مقدسات في حياتهم، مارادونا الذي شغل العالم إبداعا في الملاعب، وسيرة حياة أدت بكاسترو وشافيز زعيم فنزويلا الراحل إلى تولي أمره بعد أن أسرف في كل شيء!!، لكنه ظل إلى اللحظة أحد أساطير كرة القدم، لتبلغ الأسطورة مداها العام 1986، عندما سئل من قبل الصحفيين عن الهدف الذي ولج إلى المرمى بيده، قالها:
“هي يد الله” !
في الأرجنتين كانوا يحلمون بالوصول إليه.. لكنه وصل إلى قلوب الملايين في العالم، على أن دياز لاعب فذ لكن الإعلام عبر تاريخ كرة القدم يصنع أساطيره، ليتشكل عالم لا يستطيع أي لاعب اختراق أسوار، طالما والإعلام يرى غير ذلك !!، أنظر لمحمد صلاح وهو يساوي أساطير كرة القدم لكن مافيا الإعلام ومراهنات المراهنين الخفية ما يطلق عليه اقتصاد الكرة يصنع عالمه حيث تكون الفائدة !!، ماذا لوكان الفرعون المصري من بلد عينيه زرقاوتان ؟!.
ومع كل ذلك يظل مارادونا علامة فارقة جدا إلى جانب أسطورتها البرازيلي بيليه.
إيزابيلا مارتينيز دي بيرون، زوجة الرئيس خوان بيرون الثالثة ومن تولت السلطة عندما مرض باعتبارها نائبة رسمية للرئيس، واعتبرت أول امرأة تتولى منصب رئيس الجمهورية في أمريكا اللاتينية..
يقدسها الأرجنتينيون.. وثالث الثلاثة، الكلاب..
الأرجنتين في كأس العالم الذي ينطلق يوم 20 الجاري، منافس قوي جدا، ويعمل له ألف حساب، على أن هذا لا يؤثر في ولائي شخصيا للفانيلة الصفراء..
لكن من حق رابطة المشجعين بقيادة وميض شاكر وأعضاء الرابطة أن يرفعوا رؤوسهم إلى الأعلى …
خاصة أن “البرغوث” أو “لابولغا” بالإسبانية أحد أجمل لاعبي العالم، إن لم يكن أجملهم لعبا، مطالب للمرة التي لا رقم لها أن يقود الأرجنتين إلى القمة.. على أن نتائج المنتخب في النسخ السابقة لم تؤثر في احترام مواطنيه لإبداعه الذي تواصل إرثا لمارادونا.
سنؤجل الكتابة بتوسع عن ميسي حتى نرى ماذا سيفعل، فعين العالم عليه وعلى رونالدو البرتغالي وأفذاذ الكرة من منتخبات العالم الأخر، وبالذات إسبانيا التي ستلحق اللون الأحمر إلى أين يكون.. الإسبان مطالبون كما هم الألمان والفرنسيون والطليان بتقديم ما ينتظره العالم وبلدانهم منهم.
16 نوفمبر2022