- منصور راجح
لا شيء يمكن أن يُضحى به إلى الأبد، فكل شيء يعود في شكل متغير، والى حيث وقعت فيما مضى تضحية كبيرة.. عندما يعود الشيء المُضَحى به، يجب أن يُقابل بجسد لا يزال معافى ومقاوما لكي يتلقى الصدمة.. لذلك فإن أزمة روحية بهذه الأبعاد تعني غالبا الموت إذا وقعت في جسد أضعفه المرض، لأن السكين القربانية في هذا الوقت تكون في يد من تمت التضحية به، ويكون المطلوب هو موت من كان في الماضي المضحي.
يا صبر أيوب، حتى صبرُه يصلُ
إلى حُدودٍ، وهذا الصبرُ لا يصلُ!
يا صبر أيوب، لا ثوبٌ فنخلعُهُ
إن ضاق عنا، ولا دارٌ فننتقلُ
لكنه وطنٌ، أدنى مكارمه
يا صبر أيوب، أنا فيه نكتملُ
وأنه غُرَّةُ الأوطان أجمعِها
فأين عن غرة الأوطان نرتحلُ؟!
وا ضيعة الأرض إن ظلت شوامخُها
تهوي، ويعلو عليها الدونُ والسفلُ!
يجب أن نبتهج على أية حال، عشية (أفقنا على فجرٍ يوم صبي)، اليوم الذي (لم تصنع أشعته شمس الضحى، بل صنعناهُ بايدينا)، عشية السادس والعشرين من سبتمبر المجيد: التذكر والتذكير عملية هامة من أجل تجاوز الجمود والحصار، سواء تعلق الأمر بذات فردية أو جماعية.





