- محمد عبدالوهاب الشيباني
ليس مثل صنعاء
سوى نسائها
اللواتي يليِّنهن
مطر آب وأعنابه
وصبَّاره الذي يُجنى
من السفوح.
وليس مثل بهجتها
سوى مرايا الماء،
التي تسترد أصوات
المغنيات من بئر الغواية
البعيد.
وليس مثل غنجها
سوى حنين النوافذ
وشواقيص الخشب،
التي تُقطِّر الضوء
مثل كحول معتق
في حجرات كانون
الباردة.
ليس مثل صنعاء
غير عُشاقها
وخربشات الجِبس
وخرشاته
و شهقات
الزجاج المعشَّق
الذي لم يذب
في ثناء الأبيض
من نوراء التودد.
أما
“المدلاَّت” المعجونة
بالطين وندَّ العطارين،
فلم تزل،
على عهدها القديم،
لا تسكب رشحها اللامع
في رواشين الواجهات
إلاَّ لمن يستطعم مقايلها
المحبوكة
بالغناء والقات.