أعلنت السلطة المحلية في محافظة تعز، أمس الخميس، فتح طريق رئيسي في شرقي المدينة ومن طرف واحد، طريق (كلابة – جولة سوفتيل) المؤدي إلى منطقة الحوبان شرقي مدينة تعز. وذلك عملاً بمقترح المبعوث الأممي إلى اليمن.
وأكدت السلطة “الشرعية” أن الطرق الرئيسية المقترحة فتحها من قبل المبعوث الأممي “هانس غروندبيرغ”، شرق وغرب مدينة تعز أصبحت مفتوحة من جهتها، ويبقى فقط فتحها من قبل الطرف الآخر الذي تحمله مسؤولية تعطيل اتفاق الهدنة، وترفص بشدة، الالتفاف من قبله، على قضية حصار تعز، بفتح طرق فرعية تؤدي إلى مناطق عسكرية.
من جانبها أعلنت اللجنة العسكرية الوطنية ” سلطة أنصار الله في الحوبان”، يوم أمس بالمقابل، عن فتح طريق الستين – الخمسين – مدينة النور وصولاً إلى منطقة بيرباشا داخل مدينة تعز، واستعدادهم لفتح طرق أخرى بعد أن يستمر هذا الطريق ومعرفة جدية الطرف الآخر.
وأكدت اللجنة أن السلطة المحلية داخل مدينة تعز ما تزال متعنتة وتصر أن تستمر معاناة المواطنين بعد أكثر من سبع سنوات من العدوان والحصار.. لافتة إلى أن فتح طريق الخمسين الستين لم يفتح لهدف عسكري بل كطريق إنساني وتخفيف المعاناة عن المدنيين.. الذين يتحملون مشقة السفر وخاصة المرضى والمواطنين الداخلين والخارجين للمحافظة، ودعت إلى الكف عن عنادها واستغلال معاناة المواطنين.
تأتي تلك التحركات بفتح الطرق في تعز، وفقا للهدنة التي أعلنت بدعم أممي بين أطراف الصراع في اليمن عموماً، والتي من خلالها تم إعادة فتح مطار صنعاء وتشغيل ميناء الحديدة، فيما المواطن اليمني بتعز، لم يزل عالقاً بكل معاناته المضاعفة بين طرفي مأساة يترقب بوجع بالغ مع أو ضد دون جدوى، كواقع حال يدين الجميع، واضعاً المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي إزاء استمرار معاناته واستثمارها من قبل الجميع للمزايدة والمناورة السياسية التي لم تعد تنطلي على أحد.
هكذا يبدو الوضع في تعز الواقعة بين سلطتي تستمرئ قهر الناس للعام الثامن، فرضتا عليهم السفر عبر طرق بديلة خطرة وضيقة حيث يقطعون قرابة 132 كيلو متر لمدة 7 ساعات متواصلة، بعدما كانت مسافة الوصول إلى المدينة لا تتجاوز 5 كيلو مترات ويمكن اجتيازها خلال دقائق، وهو ما ضاعف من معاناة السكان هناك وعرضت المسافرين عبر تلك الطرق لمخاطر عدة منها السيول والانهيارات الصخرية والحوادث المرورية التي تقترب أعداد ضحاياها من أعداد قتلى الحرب الدائرة والتي عصفت بتلك المدينة المنكوبة وتسببت بخسائر مادية وبشرية هائلة.