- كتب: عبدالكريم الشميري
قيل في المثل: ليس من رأى كمن سمع ، وقد تجددت الأيام وظهر فيها أحداث ومواقف منذ منشورين تناولت فيهما أمين جمعان رئيس نادي وحدة صنعاء، إحداها انه تسنى لي زيارة الرجل على إثر نصيحة مسؤول كبير بالأمانة، ولا كبير غير الله، فالمسؤول يكن لجمعان ولشخصي التقدير والود؛ مربط الحكاية وفرسها إضافة إلى أن تناولاتي تلك، عقبها مباشرةً حدث إجتماع لغالب الجمعية العمومية للنادي، واقرت بالإجماع ماقام بهِ رئيس وحدة صنعاء من أعمال وقرارات مؤخراً، إحداها بالطبع موضوع الشعار وما أدراك ماالشعار! موضع تناولتي المتسرعة، وحين ألتقيت الرجل في مكتبه بمقر شركة جمعان المعروفة قلت أستقبلني الرجل بكل حفاوة وبشاشة قائلا لي :
كيف لم نلتقي من سابق وانت الموظف بأحد المكاتب التنفيذية التي تتبع ديوان الأمانة، وأنا المشرف على مكتبكم، أو القريب منهِ لاعوام، خلت مشيرا إلى نفسهِ
كأمين عام مجلس محلي الامانة.
ثم أردف بالسؤال الآخر :
لماذا كتبت ماكتبت بذلك التسرع؟ فسؤالاً ثالثًا متى أخر مرة زرت فيها نادي أو مقر الوحدة بحدة؟ تحاشيت الإجابة للأمانة على سؤاليه السابقين، فطن الرجل الأمر كما فطنت لمايقصد بالسؤال، فألقى على مسامعي نكتة بلكنةً تعزية محببة لكسر الرسميات والاحراج معًا.. فقلتُ له.. منذُ خمسة عشر عامًا كانت آخر زيارة لي،
قاطع كلامنا أحد افراد المنظمات المدنية، وقد كان لهُ والحقيقة أن الرجل كبير بأخلاقه وبسعة صدره قبل أي شيئا آخر ..
موعد سابق تم تحديده مع الرجل، فطلب مني بكل لطف الانتظار في مكتب مدير مكتبه إلى أن ينتهي، فيما كنت قد أكتفيت بهذا الأمر أو اللقاء، مبديًا لهُ إعتذاري عن الإنتظار، راغبًا في المغادرة، فهو لقاء الكبار حقيقة.
يستحضرُني اثناءها ميزة اليمنيين؛ او إحدى صِفاتهم عن بقية خلق الله، فمن جلسةً واحدة تتم بينهم، تحل فيها أعقد وأصعب المشاكل، فكيف بمنشورين لم يعودا بالمشكلة؟.
خرج مسرعًا يناديني لنحط عبر جسر الصداقة، ثم السبعين، ثم إلى بهو النادي هرولنا كصديقين على جنبات الملعب، وملعبي كرة السلة والطائرة، وثلاثتهم أشادو بمواصفاتهم العالمية؛ في الحقيقة يتخلل كل ذلك تشجير وضع بعناية، ينقلك إلى عالم لاصلة له لخارج الملعب، أو هكذا أتضح لشخصي الكاتب… صعدنا المبنى كانت غرفهم في إطار التجهيز، حيث وقع الرجل مع المقاول اخر الفواتير، وهذا ماتبين لي فيما بعد.
لن أسهب، ولن أسترسل، وجدتُ ناديًا يُضاهي مالدى دول الجوار في المواصفات، والتشييد والتشجير والإضاءة والفناءات الخ.. وفي نظرة لمحلات المشاريع الإستثمارية، نظرتُ نظرةً وافق بعيدين، تلك المحلات التي تقع تحت البوابة الرئيسية، وتلك الاخرى التي تقع تحت المباني، وفي داخلهما رايتُ المدرج ذو الالوان البيضاء والزرقاء، كما لمحتُ الملعب الرئيسي المزروع بالعشب ذو المواصفات الدولية .
ثم مررنا بالبئر الإرتوازية والمولد الكهربائي الضخم
هذين اللذينّ بإمكانهما أن يغذيا الحي المجاور للنادي وأجزاء قليلة من شارع صفر كما يبدو لي، إلى جنبات وردهات والشجيرات، وزهور عباد الشمس التي تستظلُ تحتها، ثم إنهُ مقر على شكل برج يطل منه المباني على شارع حدة المدينة، وركن أو جولة شارع صفر باتجاه بيت بوس، إن مكان كهذا الاكثر فخامة ورونق والاغلى إيجاراً يستفيد النادي وكنا اشرت من ريع ايجارهما، وإن رحل جمعان او ظل باقيًا، وحدها الارقام والإنجازات من تشهدان لهُ مقابل القول، إن لاشيء شيء في مارايتهُ يبخسانه حقه، إنه رجل يدير القلعة الزرقاوية بعقليةً عصرية، يمضي محبًا عاشقًا للنادي قبل أن يكون رئيسًا له، بل وكفاه من ملاحظاتي بهذه الزيارة وسياق هذا التقرير أو الإستضافة.
لقد وضع مداميك التدريب لكل الفئات العمرية المختلفة، لجيل شب عن الطوق من أبناء النادي، أو القلعة الزرقاوية كما يحلو للبعض تسميتهُ بنادي الوحدة الصنعائي..
هاني عبد الرحمن، وعادل التام، وقبلها عادل هاشم نماذج لما قلت أو وصفت .. وقبل أن اختم هذه الاستفاضة، لي وقفات فيما بعد
حول استطاعة الرجل لم شمل اليمنيين باحتفالات مولد نبيهم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله
مؤتمريون، أنصار الله مستقلون ،واخواتنا الطائفة الإسماعيلية نقلت الحفل أو غطت فقراته قنوات تلفزة مباشرة حينذاك .
والثانية الوقفة دلالة استقبال جمعان
لمنتخبنا الوطني للناشئين بطل غرب آسيا والتي لن تنسى في الوجدان الجمعي اليمني عموما والرياضي على نحو خاص..
والأخيرة حصول الوحدة على بطولة اللقاء الشتوي لتصفيات أندية صنعاء..