- ضياف البراق
يحدث في هذه الأثناء، وبلا شك،
هناك من يسرف في الحياة ويشعر بالسعادة القصوى،
وهناك من لا قيمة له..
هناك من لا يجد لقمة يابسة أو حتى قذرة؛ ليتفادى بها شبح الموت،
أو حبة دواء سامّة؛ ليتخلص من نفسه المقرفة..
هناك من يفكر بالعودة إلى الماضي الجميل،
ذلك الماضي الذي يخلو من زحمة السيارات، والمفاوضات الفاشلة، وعواصف اليأس، والمخلفات التاريخية القذرة، والكتب التافهة..
هناك من يفكر في أن يصبح إلهًا أو كرسيًا أو عاهرة..
هناك من يموت بطريقة مملة؛ فلا يجد من يبكي عليه أو يقبره..
هناك من يمارس الجنس مع قصيدة ميتة، أو مع دمعة وحيدة، أو مع شجرة عارية إلا من العطش والغبار..
هناك من ينتحر من شدة اليأس، وهناك من يولد بلا قدمين ورأس..
هناك من يسقط، بأي شكل، في المجاري الحكومية النتنة، وهناك من يسقط من قلب حبيبته..
هناك من لا أحد له في العالم كله، من لا حظ له، من لا يحبه الله فيموت عاريًا حتى من نفسه..
وهناك من يحلم بشراء حذاء ولو مستخدم أو شراء (مرقة دجاج) من أجل إسعاد أطفاله الذين قد فارقوا الحياة منذ شهور بعيدة..
أنا، أيضًا، لا أفكر بشيء، ولا أحلم بشيء..
لستُ غبيًا مثل البقية!
لا مستحيل في هذا العالم الأعمى،
لا أقذر من هذا العالم النظيف!
فكل شيء فيه يسير على النحو الخطأ أو يتم بالمصادفة العمياء أو بالخداع والقتل..
كل شيء فيه يعاني من ذاته أو من أسباب أخرى..
كل شيء لا يطيق الحياة..
لا وجود للموت خارج هذا العالم السعيد!




