أطلقت عدد من منظمات المجتمع المدني في اليمن مبادرة انسانية، وفقا لمخرجات الصفقة الكبرى وما ألتزمت به من مبادئ الشراكة ودعم بناء القدرات والاستثمار طويل الأمد، وبرزت المبادرة تحمل شعار “توطين العمل الانساني”، هكذا كحاجة ملحة للمنظمات لا كحاجة موضوعية للمجتمع .
الحقيقة، مع دخول الحرب في اليمن عامها الثامن، وخطورة الأوضاع التي تزداد سوءا نتيجه لما أفرزته الحرب من انهيار للاقتصاد وشل لقدرة المجتمع على مواجهة الفقر والجوع والمرض والجوائح المختلفة التي تحصد الآلاف من الأرواح، خصوصا مع عزوف مجتمع المانحين عاما بعد آخر عن الاسهام في معالجة هذا الوضع لدواع متعددة، ونظرا لطول أمد الصراع وغياب الحل السياسي، وبالتالي غياب العالم بإنشغالات جديدة ونسيانه أزمة اليمن الكبرى !
نتساءل: ما الذي يمكن لهكذا مبادرة تحقيقه في واقع يوصف بأنه أكبر كارثة إنسانية في العالم ؟!
هل وصلت منظماتنا المحلية إلى مرحلة مؤسسية تمكنها من خلق فرص تمويل مختلفة لمواصلة انشطتها في خدمة المجتمع وتنميته؟!
ترى، ما مدى جاهزية تلك المؤسسات التي انتشرت كالفطر بعد ثورة فبراير 2011، وخلال سنوات الحرب المتواصلة، في تبني فكرة المبادرة وقدرتها على تحمل مسؤولية العمل الإنساني واستدامته وفق مبدأ الشراكة وتحقيق ما لم يمكنها تحقيقه حتى الآن ؟!
حسناً، ما الذي يعرفه المجتمع اليمني عن هذه المبادرة.. كونها أساسا تعنيه باعتباره الهدف والغاية ؟! ولماذا تتجاهل المنظمات مبدأ الشفافية وتمضي بلا إعلام حقيقي يوضح الالتباسات ويزيل من أمام أعين المجتمع الواعية أي ضبابية في الرؤية؟! أم أنها تتعامل مع المجتمع باعتباره قاصر عن إدراك حقيقة الواقع وماهية حاجته ومن هذا المنطلق تقدم نفسها للعالم ؟!
إن أكبر وأهم مؤسسة مدنية فاعلة هنا ربما لا يتجاوز عمرها عشر سنوات، بالتالي كيف لنا أن نجزم بقدرة تلك المنظمات على تحقيق الجدوى من توطين العمل الإنساني كمبدأ وغاية نبيلة.. ونتجاهل المؤشرات التي توحي بأن الأمر لا يتعدى الاستثمار الرخيص لحاجتنا الموضوعية الشاخصة ؟!
ما الدوافع التي جعلت هذه المنظمات لا تهتم للمسوحات والدراسات الميدانية الدقيقة وما ستخلص إليه من نتائج واقعية على أساسها يتم تحديد آليات وأساليب ممارسة أنشطتها عموما ؟
- مقدمة لتحقيق يشتغل عليه موقع بيس هورايزونس، للبحث عن إجابات تعزز من أهمية الفكرة ونبل الغاية المنشودة.
- المحرر