- محمود ياسين
أفضل طريقة للعيش هي العودة للعمل الروائي .
سأختلق مصائر أفضل ، وأتحكم بمآلات الاختيارات السيئة .
في الرواية أنا فحسب من يمكنه معاقبة اللؤم والخسة ، ومنح الطيبين نهايات سعيدة .
لا أحد يجادلني هناك ، او يمكنه الاجتراء على ان يطلب مني توضيحا ما لموقفي من جملة معضلات ، أبقيها معضلات في ااسرد لتمسي جزءا مهما من السرد ، وفي الرواية يمكنني اسندعاء نيتشه شخصيا والرقص معه بشكل من الندية ، أجتذبه للمختبر وأريه عناصر التجربة وقد يطرق مليا ويغمغم : لقد وجدت مكانا للمعضلة في المعادلة وأمست جزءا منها وعنصرا للاتزان .
العالم مغلوط بطريقة ما ، وهناك خلل مصنعي في الوجود الإنساني ، هكذا تكلم نيتشه ،على أنه : هكذا تكلم زرادشت ، ولقد حاول الشاعر الألماني العظيم تخطي معادلة الفلسفة بالانتخاب الطبيعي وحاول إيقاظ الإنسان لتجاوز إنسانيته” الإنسان الأعلى ” من خلال كتاب يسمونه ” الإنجيل الخامس ” ، بينما يمكن للرواية ارتجال الإنسان الأعلى دون استدعاء زرادشت ولكن من خلال منحه فرصة لاستخلاص بلسمه من السم والجلوس رفقة شياطينه بوصفهم عصافير وكلمات .
في الرواية انا المتحكم بمصيري الشخصي وأنا القادر والمنطلق وكامل الضربات ، في الرواية انا الماكث بين الطائرة التي ستحلق بعد ساعة او أكثر وبين الأطفال المذعورين ، وبوسعي في الرواية فحسب إعادة توجيه الصواريخ صوب النتوءات الصخرية ،وبصوتي يمكنني تغييب الضوضاء وقلة الحيلة .
في الرواية يمكنني استبدال عالم لائق بي ، بمقاس عصابيتي وجانبي الخير معا ، إذ أشرع في السرد لا أعود محرجا او متضعضعا بحال .
ولأسباب لها علاقة بمزيج الذنب المبهم والتوقعات ، لن ادع لشخصياتي التي خلقتها الإفلات والتصرف بحرية وبمعزل عن إرادتي الكلية ، ذلك نمط من محاكاة الذكاء الإصطناعي حيث تبتكر وعيا مايلبث ان يفلت منك ويحاول التفوق عليك ، لا لا هذا لن يحدث ، واعلم أنني بهذا قد أخون قدسية الفن وأقود انقلابا فوقيا بقبضة ديكتاتور غيبي لن يسمح بالتجريب ، قوة غيبية انا وقد بدات تكوين شخصيات وأمسكت بخيوط مصائرهم .
حسنا : عندما تبدا الحرب تقديم عرضها الليلي المعتاد ، سأكون في الفصل الثاني من حكاية حياة قابلة لأن تعاش ، ملتزما بقدسية الحياة لا قدسية الفن .





