- هيفاء خليل السقاف
تركوا مساكنهم فارين بأرواحهم من ويلات الحرب بعد أن جردتهم من كل شيء حتى باتوا يفتقرون لأبسط أساسيات الحياة ..
ليطلق عليهم حينها مصطلح “النازحون”
تحديداً في مديرية الشمايتين – محافظة تعز ، كانت موجة النزوح الكبيرة إذ بلغ عددهم حوالي 30560 نازح.
اتخذوا المدارس سكناً لهم لتتوقف عند ذلك العملية التعليمية.
“يفترشون الأرض ويلتحفون السماء”
ليعملوا بعد ذلك جاهدين للاندماج مع المجتمع المضيف والتعايش معهم.
والذي يجب علينا أن لا نخفيه هو حدوث الكثير من النزاعات المجتمعية بين أبناء القرية الواحدة أو لربما بين الأخوة وأبناء المنزل ذاته.
تضاربت المصالح جميعها ليتفكك النسيج الاجتماعي وتسود التفرقة وهذا ما كان يخشى الجميع حدوثه.
ساءت الأمور أكثر فأكثر حتى فُقِد السلام بكافة معانيه “ما تم فقده هو السلام الداخلي والذي انعكس تأثيره على جميع ممارسات الحياة”
تدخلت المنظمات التي تختص بتأمين المأوى للنازحين ، حيث عملت على إخراجهم من المدارس والمرافق الحكومية ووفرت لهم المخيمات ، وعملت أخرى على توفير الغذاء لهم والجزء من حاجاتهم الأساسية.
ولكن جميع هذه الماديات لا تكفي حتى يستعيدوا سلامهم الداخلي الذي لطالما تلاشى من أرواحهم شيئاً فشيئاً..
أطفالهم لم يعيشوا كبقية أطفال العالم ، وشبابهم لم ينعموا بالعيش الذي كان من المفترض أن يعيشوه ، وشيوخهم خارت قواهم.
“حُمّلوا ما لا طاقة لهم به”
تعزيز التماسك الاجتماعي بين النازحين والمجتمع المضيف وبناء السلام
هذا ما يبحث عنه الجميع بعيداً عن الماديات لأنه وحده الذي سيبقى في النفوس وسيعيد للروح شغفها وسلامها.
وفعلياً هذا ما جاء به برنامج جسور والذى سعى إليه جاهداً مركز يمن ميديا جايد.