- عبدالرحمن بجاش
حدثت نفسي ليلا وأنا أطوف ربما الكون كله وسط الظلام إلا من نفشة ضوء فرضت نفسها من بين دلفتي الستارة ، قلت وقد مرت أمامي أسماء كثيره : آن أوان حرفك وللمرة الثانية أن يقول في حق هذا الرجل المحترم -قدرة وقدرا – شيئا ….
محمد أحمد جرهوم ، دعوني أذكره بدون الدال ، برغم يقيني أنه نال الدكتوراه عن استحقاق ، أحس بإنسانيتي عندما أخاطب من أحترم بدون الألقاب التي أحترمها طالما وهي مستحقة ….
الرجل أول وزير للاعلام بعد الإنجاز الكبير العام 90 والذي صغرته دولة الفساد والافساد – الفعل – إلى مجرد سكني تجاري !!!!
أتى الرجل إلى كرسي هو أول من كان يدرك أنه مثل كرسي الحلاق الذاهبين منه أكثر من القادمين ، أن اليمن الجديد يومها بحاجه إلى أعلام بحجمه يقدمه للآخرين وياتي بتجارب الآخرين إليه ، وأدرك الرجل بحس إعلامي وثقافي عميقين أن ” المعلومة ” الحامل الأهم لأي كلمة مكتوبة أو مذاعة أو في الفضاء الذي لانهاية له، خاصة وقد ترافق فعل الوحدة مع فتح بوابة الفضاء على مصراعيه ، والذكي من فهم ، والغبي من أصر على أن العالم لايزال مغلقا بالضبة والمفتاح !!!
مركز المعلومات وتلك المكتبة اللذين كانا من الضخامة، ما دفع بأطفال الأعلام للوقوف بوجه الرجل ومشروعه الذي كان سيربط البلاد كلها بشبكة تتلقف المعلومة وتعيد ارسالها إلى من يحتاجها وكانوا كثرا..
” أطفال ” المؤتمر، و” دهاقنة الحزب” وقفوا في وجهه وكل له أسبابه الصغيرة !!!
حتى إذا عادت وزارة الإعلام إلى المؤتمر بعد انتخابات 97 ، فعرضت عليه ، سمعت هذا من فم الرئيس علي عبد الله صالح رحمه الله ، لكنه أعتذر، لأنه أدرك أن مايجري شيئ آخر ، فقرر أن يترك الجميع وكانت نظرته ثاقبة ، أحترم نفسه وذهب يعيد النظر في كل شيئ ، فأيقن كما أيقن قليلون أن كل تلك الدوشة في العام 90 ،لخصها المبصر الأكبر” أي علي سيخصي علي” ، فخصى عليا علي ، ليأتي من خصى الجميع !!!!
قال لي ذات صباح زميل عزيز في الوزاره : يا أخي كلما دخلت إليه ، أجده يلاعب الكمبيوتر ويستقبلك ببشاشة وهذا ” يربشني ” ، قلت : الرجل يحاول أن يقول لمن حوله : مارسوا اختصاصكم ، وعودوا إلي فيما هو خطوط عريضة أو رسم سياسات ، لكن الذين تعودوا على أن ” يؤمروا ” طوال الوقت لم يقبلوا !!!!!
الكبير كإنسان ، يكون كبيرا في الفعل العام، محمد أحمد جرهوم لم يتردد في أن يتبرع لشقيقه رشيد من كان وكيلا للداخليه ، بواحده من كليتيه ….
يمكنني أن أقول الكثير غير هذا، وسيأتي وقته عن هذا الرجل وغيره
لله الأمر من قبل ومن بعد .





