- كتب: ماجد زايد
شخصيًا، أريده أن يغادر برشلونه، ليس لشيء، فقط لأنه الخيار المثير، الخيار الذي سيصنع في محصلته المزيد من الحقائق والتجارب والإمتاع والحماسة والتحدي حول اسطورة ميسي، وبالرحيل سيصنع لمسيرته مصيرًا أخر وشكلًا مختلفًا وحياة جديدة، وبه سيثبت للعالم حقيقة أنه هو وقدمه فقط من يصنعان كرة القدم أينما ذهبا، وسيثبت بالفعل خرافة معجزته وأسطورته المرتبطة باسمه هو لا باسم برشلونه..
ميسي، هذا العنفوان الذي لا يتكرر في كرة القدم مرتين، كرة القدم التي نعشقها بقدمه وحضوره وبشكله ليس الاّ، هذا هو المستحيل بعينه، أن تخرجنا قدم لاعب من عالمنا وضجيج همومنا وإنشغالاتنا، أن تبعدنا عن التفكير المرهق للذات، وتأخذنا بعيدًا من دائرة السياسة واليأس والدوران المتكرر حول المستجدات المخيفة والأحداث الكارثية في محيطنا المليء بالموت والخوف، هذه الكرة المستديرة بقدم #ميسي تعيدنا لرغبة البقاء، وتزيد من رغبتنا في الحياة، الرياضة وشغفها وتشجيعها والإندماج معها نمط ممتع وملهم، وإبتعاد ذكي عن تراكمات الأحداث المحفورة داخل النفس والذكريات، هذه الكرة الصغيرة والعجيبة تحفزنا في كل مرة، تسعدنا، تمتعنا، تعيد تركيزنا، تصنع فينا بدايات أخرى لأحلام جديدة.. وهي أيضًا نماذج متقدمة من التحفيز الذاتي، التحفيز المليء بالحماسة والإصرار، خصوصًا مع الإدراك المستمر بأن هزيمة المستحيلات ممكنة دائمًا..!
وهنا يأتي ميسي ومعجزته التي لا تتكرر، لاعب العشق والإفتتان والبطل في كل معجزة ومناسبة، وفي كل التوقعات والنتائج والتحليلات.. ميسي، المعجزة الأخيرة لو تحدثنا عن 700 عام ماضية، وهو النشوة التي لا يمكنني السكوت عنها بينما تغادر كأنها تدوّي في داخلي وتموت، نشوة اللاعب الأخير والعشق الوحيد، نشوة ميسي الذي يستحق تشجيعنا له حتى الأبد وما وراء الأبد، وانتظارنا له كل يوم يمنحنا الكثير والكثير من متعة الأمل والحياة، هذا ميسي بمفرده، وكؤوس النصر بينما تتحقق بمزيد من الإصرار والتحدي، ميسي وعشق ميسي، ومتعة الجماهير التواقة دائمًا لحضوره وبقاءا..
وفعلًا، وكما نقول دائمًا، تشجيع هذا اللاعب، مغامرة كبيرة لا يتحملها غير الرجال، إما أن تصمد، أو تنصرف كالنساء الباكيات، وهانحن ذا جمهور لا يبكي ولا ينهزم ولا يخاف ولا يتوقف عن إنتظار المزيد.. وهو في كل مرة يعرف ما يريد، لهذا سيأتي النصر بعد هذه النظرات رغمًا عن أنفه، سيأتي مسحوبًا على وجهه.. هذا ما يحضر في عقولنا وقلوبنا انه، ولا شيء أخر يجب أن نقوله في حضرة حروفه الأربعة، حروفه التي تتراقص معها أحاسيسنا كالكرة كلما أمسك بها، كلما طارت وصارت بقدميه صاروخًا لا يُصد، كلما بدا كأنه لا يقهر ولا يترك الكرة للحظة واحدة، شاهدوه وشجعوا هذه المتعة الخالدة، شاهدوه لأنه لا يتكرر ولا يحدث مرتين، ويوم يعتزل لن يأتي مرة أخرى من يشبهه..
هل تعرفون لماذا؟! لأنه القائد واللاعب المراوغ، لأنه المنتصر بمفرده لو حضر بقدمه فقط، لأنه من نثق به مطلقًا، لأنه سر اللعب والإنتصار.. القائد في كل الأمور هو الإنتصار، وهو خريطة التقدم والتصدر والإنتصار، وهو الصمود والرغبة العارمة بالعودة إليه، وبدونه لن يُصنع شيء، ولن يتغير شيء ولن يأتي شيء ولن يكتمل أي شيء..
أخيرًا تذكروا هذا:
إذا استهوتكم كرة القدم فعليكم بتشجيع ميسي، أينما لعب، أو كان.. إنه يلعب كأنه يدافع عن حياته، كأنه يراقص حبيبته، كأنه يخلق أولاده ويعتني بهم، شجع ، ميسي لأنه لا يتكرر في حياتك مرتين..