- وكالات
لا تزال أصداء زلزال رحيل ليونيل ميسي عن برشلونة تتردد بقوة في عالم الكرة المستديرة وسوق الانتقالات الصيفية.
وطوى «البرغوث الصغير» صفحة 20 عاماً سطّر خلالها ملحمة كروية وحقق بها أرقاماً قياسية وألقاباً جماعية وفردية عدة داخل «كامب نو»، ليترك رواد مواقع التواصل الاجتماعي وعشاقه في حيرة من أمرهم يتساءلون ما الذي حدث ؟، وأين الوجهة القادمة؟.
مسؤولو برشلونة أوضحوا أن السبب الرسمي لرحيل ميسي هو العوائق المالية والهيكلية الخاصة بلوائح الدوري الإسباني.
ما هذه العوائق؟
البداية كانت في عام «2013» حينما أنشأت رابطة الدوري الإسباني «لا ليجا» قسماً مختصاً بـ«الرقابة الاقتصادية» وضع حداً صارماً لنفقات أندية البطولة في الدرجتين الأولى والثانية. وتضمن الحد الذي وضعه القسم المختص بـ«الرقابة الاقتصادية» التابع لرابطة الدوري الإسباني مجموع المبلغ الكلي الذي يمكن لأندية الدوري المحلي «بقسميه الأول و الثاني» أن تنفقه على لاعبي الفريق الأول والجهاز الفني وفرق «الرديف»، وأيضاً ما يتم إنفاقه على لاعبي الأكاديميات التابعة للنادي، وأي لاعب غير مسجل يتبع النادي.
وأعطى قسم «الرقابة الاقتصادية» برابطة الدوري الإسباني الحق لجميع الأندية في اختيار كيفية تقسيم إنفاقها من خلال الموارد، ولكن هذا الحق مشروط بعدم تجاوز الحد الإجمالي للإنفاق الموضوع من قبل القسم.
وأصبح من المعتاد منذ نسخة «2013» وتحديداً قبل كل فترة انتقالات صيفية أن تطالب رابطة «لا ليجا» كافة الأندية بتقديم بيانات تشمل الإيرادات المتوقعة للموسم المقبل، وكذلك الأرباح، بالإضافة إلى خسائر السنوات السابقة ومصادر تمويل النادي خارجياً والمدخرات اليومية والديون والتكاليف العامة.
لذا عندما يرغب أي نادٍ في تسجيل أي صفقة جديدة لدى رابطة الدوري الإسباني فإن فريق قسم «الرقابة الاقتصادية» يقوم وقتها بالتحقق من ميزانية النادي من أجل اتخاذ القرار النهائي والمناسب سواء بتسجيل اللاعب أم لا.
ورطة بارتوميو
وبتطبيق ما سبق على نادي برشلونة، فإن الأزمة الحقيقية ترجع إلى عقد المجلس السابق برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو الذي وقع مع عدد من اللاعبين الجدد لصالح الفريق الكتالوني برواتب خيالية، وهو الإجراء الذي ضربه انتشار فيروس كورونا حيث تأثر برشلونة مالياً أكثر من أي نادٍ بهذه الجائحة.
وأصبح برشلونة عاجزاً في الفترة الحالية عن تسجيل لاعبين جدد إلّا في حالة بيع لاعبين من قوام البارسا كي تصبح لدى النادي الكتالوني ميزانية كافية لدفع رواتب لاعبيه حيث فشل مسؤولو الفريق حتى الآن في تسجيل الصفقات الجديدة سيرجيو أجويرو وممفيس ديباي وإريك جارسيا وإيمرسون رويال بسبب تلك الأزمة.
وتذكر صحيفة «سبورت» الإسبانية في هذا الشأن بتقرير حديث لها أن مسؤولي برشلونة كانوا منفتحين على فكرة بيع لاعبين مثل أنطوان جريزمان و فليب كوتينيو للتخلص من رواتبهم الضخمة وتسجيل لاعبين جدد.
تخفيض الراتب بنسبة 50%
صحيفة «آس» الإسبانية كانت قد ذكرت في تقرير سابق لها أن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وافق مسبقاً على تخفيض راتبه بنسبة 50% لتمديد عقده مع البارسا والبقاء فترة أطول في «كامب نو».
ولحل أزمة ميسي مع برشلونة وفقاً للوضع المالي المتراجع للنادي الكتالوني، فإن الأرجنتيني كان عليه تخفيض 80 أو حتى 90% من راتبه كي يمدد تعاقده مع البارسا لذا حاول لابورتا إقناع خافيير تيباس رئيس رابطة «لا ليجا» بالحصول على استثناء لناديه من أجل تمديد مدة «البرغوث»، لكن الأخير رفض بشكل قاطع بحسب ما ذكرته صحيفة «سبورت» الإسبانية.
وتحدث تيباس رئيس رابطة «لا ليجا» من قبل عن أزمة ميسي في تصريحات صحفية بالقول: «أتمنى أن يستطيع برشلونة حل أزمة راتب ميسي، ولكن لتسجيله عليهم تخفيض جزء من ميزانيتهم، لا نستطيع القيام باستثناء لميسي أو هالاند».
ووفقاً لتقارير الصحافة الإسبانية، فإن تيباس كان مقتنعاً أنه لو قام باستثناء لقائد برشلونة ميسي، فإن المشروع الاقتصادي للدوري الإسباني سينهار كلياً فيما بعد.
وفي ظل تلك الأزمة التي ضربت برشلونة منذ جائحة كورونا، فإن البارسا ليس لديه القدرة على إيجاد استثناء لحل أزمة راتب ميسي في عقده الجديد وتسجيله بالرابطة ومن ثم كان الرحيل التاريخي هو القرار الواقعي.