- وميض شاكر
أنا لا اتخيل أي رباطة جأش ستحمل قدميه إلى الملعب يومنا هذا، أي طاقة ستجعل من عقله يفكر، أي عزم سيدفعه لمقابلة كل هذا الجمهور وعدسات الكاميرا!
ألم يقولوا أن اليوم هو آخر الفرص المتاحة أمام ميسي ليهدي بلده الأرجنتين الكأس. فلتكن يا كوبا أمريكا الكأس، أرجوك فكر في الأمر! فميسي فشل في تحقيق كل من بطولة الكوبا وكأس العالم خمس مرات متتالية، كما فشلت أصوات هتافنا ودعواتنا له وللأرجنتين بالنصر، على الرغم من أننا مستعدين لمزيد من الهتاف والحب لكن ميسي لم يتبقى له ما يكفي من العمر والشباب الكروي ليجعلنا نفعل ذلك.
نحن خضنا مع ماردونا وميسي درباً طويلاً وشاق في حب الارجنتين عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، لكن كلا النجمين حالفهما الحظ القليل. مثلنا بالضبط مثقلين بالخيبات في حياتنا وبلداننا، هما كذلك خائبين وحقيقيين وقريبين للقلب.
والآن، في تمام الساعة التاسعة والنصف مساءً، قلبي يهتز من الركن الغربي للقارة الآسيوية جنوبي العالم، قلقِا من مباراة اليوم النهائية بين الارجنتين والبرازيل على كأس كوبا امريكا.
أما في الجهة الأخرى من العالم حيث لازالت الشمس في أوج طلتها، حيث تسكن البرازيل والارجنتين وبقية الرفيقات من بلدان قارة امريكا الجنوبية، فلا استبعد من حدوث زلزال جراء اهتزازات قلوب كثيرة جدا محبة للارجنتين ومارادونا وميسي.
ومن بين كل هذا، على ميسي أن يستل قدميه، ويشحذ ذهنه، ويرص صفوف جيشه، وأن يطلق كراته صوب المرمى وصوب قلوبنا وصوب الكأس، ما أصعبه من نزال!