- زين العابدين الضبيبي
سلامٌ على زمنِ القحطِ
يأكلُ خضرةَ أيامنا
وتسلمنا للجرادِ يداهُ
جرادٍ ..أتى بحوافرهِ
يتفرسُ أغصاننا
وأقامَ على ظهرنا
فانكسرنا
وأذَّنَ في أهلهِ للصلاةِ
على القاحلين الخريف.
ليخدعنا باليقينِ القريبِ
فعشنا طويلاً
ولم نتسلقْ جبالَ الجنونِ
ومُتنا كثيراً
ولم ننتبهْ.
سلامٌ نقولُ:
فيا أيها الراكضونَ على إثرنا
انتخبوا حادياً
من كتابِ الطواويسِ
أو فاقفزوا فوقَ هذا الجدارِ
ولا تُؤمنوا مثلنا بالوصايا
ولا تثقوا في كلامِ المرايا
فما أثقلَ العيشَ
تحتَ جناحِ المنى والمنايا.
وطوبى لمن كسروا
جبهة المستحيل
ولم يقبلوا أن يكونوا الضحايا.
.
هنا بلدةٌ
أكلَ الجدبُ أبناءها
والسرابُ
هنا بلدةٌ
أغمدَ الخوفُ أسيافها
والفناءُ – بآفاقها – حائمُ
هنا بلدةٌ
أدبتْ بالحرائقِ غاباتها
واللظى نادمُ
سلامٌ على بلدةٍ
فرَّ منها الصباحُ
وعاثَ بها ليلُها الظالمُ
هنا بلدةٌ
كانَ يمكنُ أن لا تموتَ
لكي يحزن العالمُ.
…





