- كتب: حسين الوادعي
مرت أمس ذكرى وفاة داروين، العالم الذي غير فهمنا لأنفسنا وعالمنا وأجاب عن أهم تساؤل شغل عقول البشر (من أين أتينا، وكيف أصبحنا ما نحن عليه؟)
كان سلامه موسى يرى أن نظرية التطور ليست نظرية علمية فقط، وانما عقيدة روحية تجعله يشعر بالإتحاد مع إخوانه من الطيور والحيوانات والأشجار وكل كائن حي على هذه الأرض لأننا أتينا من أصل واحد.
إحدى الأخطاء الشائعة عن نظرية التطور أنها “مادية”، بالمعنى الشعبي لكلمة المادية، وتحصر الإنسان في البعد الحيواني فقط. لكنني، على العكس، أرى فيها بعدا روحيا وأخلاقيا هاما.
تقول النظرية أننا تطورنا من كائن بدائي، متوحش، يعيش على الصيد والقتل والالتقاط، وتطورنا عبر ملايين السنين من الانتقاء للصفات الأفضل للبقاء لنصبح ما نحن عليه اليوم من كائنات عاقلة بنت الحضارات، وكتبت مواثيق حقوق الإنسان، وأنتجت ما أنتجته من إبداعات مذهلة في العلم والفن والتقنية.
“التطور” يعني أن الإنسان يتغير إلى الأفضل/الأصلح للبقاء.. ليس جسديا فقط وإنما اجتماعيا وثقافيا أيضا.
في المقابل ترى نظرية الخلق أن الإنسان يتدهور وينحط في الخلقة والاخلاق بعد أن خلقه الله كاملا، وأنه كلما تقدم الزمن كلما زاد تدهور الانسان وانحطاطه.
احدى النتائج الثورية لنظرية التطور (الأصح أن نقول حقيقة التطور لأنها لم تعد نظرية بل حقيقة مثبتة بآلاف الأدلة) أن التطور لم يتوقف ولننا سنستمر في التطور والتكيف ما دام هناك بشر وطبيعة وتنازع او تعاون من أجل البقاء.
إذا كانت الحلقة الأولى في تطورنا كانت الانفصال البدائي عن ذلك المخلوق الذي خرج منه الإنسان والشمبانزي والغوريلا، فان التطور لم يصل حلقته الأخيرة بعد… نظرية التطور هي، في إحدى جوانبها، إيمان بوحدة الوجود، لكن ليس على الطريقة الصوفية وانما على طريقة العلم والأدلة.
ما هو شكل إنسان المستقبل (السوبرمان)؟
المستقبل بدأ الآن بالانتقال من الانتخاب الطبيعي الى الانتخاب الصناعي والخطوة الأولى لسيطرة الإنسان على عملية تطوره.