- كتب: لطف الصراري
هذا سعر أسطوانة الغاز رسمياً في صنعاء عبر عقّال الحارات.
وعند الاستلام 200 ريال.
أما أسعار المواد الغذائية الأخرى، فترتفع أسبوعياً، أعلى من البنايات التي تشيّد في كل أحياء المدينة، وأعلى من قدرة ريالنا الكسيح على حفظ ماء الوجه وستر الحال.
كيف يفعل من لا يجد الريال!!!
لك الله أيها الإنسان المقهور على امتداد هذه الأرض التي شبعت دماً وشبع جوعاً وحسرة وموتاً، بينما لم يشبع أساطين الحرب وتجارها.
بدون حسّ قوي بالعدالة الاجتماعية وبحقوق المواطنة المتساوية، لا يمكن لليمن أن يقف وينمو بعزّة وكبرياء.
أما المشاعر المهيجة للصدقات والإحسان وترقيع الحال، فلا ينتج عنها سوى إنسان خانع وانتقامي وكسول؛ إنسان يستمرئ تسوّل حاجته من المحسنين، بينما يستطيع أن يكسب أكثر من كفايته في حال وفرت له الدولة فرص العمل وأدارت طاقته وعقله بحنكة وعدالة. ولنضع تحت العدالة ألف خطّ.
صار معظم اليمنيين يعرفون من تجارب الدول الأخرى التي مرت بصراعات طاحنة، أنه لا شيء مستحيل عندما يتعلق الأمر بإعادة بناء الدولة وتنمية المجتمع، خاصة مع وجود الموارد، لكن “إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى”.
وكما قال حكماؤنا الأولون: “النية تسبق العمل”، وعلى الحكمة ألاّ تبتلع لسانها عن القول إن العمل يكشف سلامة كل نية تسبقه.