- نعمان قائد
لو أن المملكة العربية السعودية , تريد لشقيقتها اليمن الأمن والإستقرار صدقا , فإن أول ما يتوجب عليها فعله , وعلى وجه السرعة , منع وقوع المزيد من الإضطرابات على أراضي الجارة المتعبة , ولو تطلب الأمر منها _ تنازلا _ فتح قناة إتصال جانبية طارئة مع إيران , بقصد التوصل إلى تفاهم يحول دون نشوب حرب أهلية مفزعة في أرض ” السعيدة ” التي كانت , وإذا ما أندلعت ستنعكس بالضرورة رعبا على بقية دول المنطقة , وأول الشرر سيتطاير إلى ” الشقيقة الكبرى ” , وأوتوماتيكيا ستتضرر مصالح العالم , وستعكر أمنه وإستقراره وبورصاته ، أمواج الأخبار المتتالية , حيث لا يمكن لنيران الفتنة الطائفية المباشرة أن تحصر قتالا فقط داخل حدود اليمن السائبة , ويعلم الجميع بأن البلاد المنحوسة مشاطئة لأهم ممر مائي دولي , وحقول الذهب الأسود المتخمة ليست بعيدة !
ترى هل تجد الرياض ذات الأغلبية السنية , والأقلية الشيعية , صعوبة في تحقيق التفاهم الإضطراري مع طهران , ذات الشيعية الغالبة , والسنة الأقلية , مع ضرورة التذكير بأن الغرب بقيادة الولايات المتحدة مد جسور التواصل مع حكومة الملالي رغم الطلاق البائن , من أجل التوصل إلى صفقة تسوي الملف النووي الإيراني المثير للجدل , مع عدم أستبعاد وجود ” كيبلات ” إسرائيلية ممدودة مع العدو اللدود , رغم الضجيج الدبلوماسي والإعلامي المثار , لأن المصالح دائمة , اما العداوات والصداقات فمرهونة بالتقلبات السياسية , وفي خدمة المنافع طولا وعرضا , ومن مصلحة ” السعودية ” وبقية دول خليج النفط أن تنتفع من اليمن وتنفعه , دون أن ينزلق إلى حرب , حرب قد لا تبقي ولا تذر , ليس هنا , بل وهناك , وهنالك أيضا , مع التنبيه بأن علم الغيب السياسي مغيب في قعر الجهل السادر , وكل الإحتمالات السيئة واردة , فهل تدرك ” الشقيقة الكبرى ” خطورة ما تترك من فرص النجاح والسلام , وإيران مهما غالت , وكابرت , وتتحدى الكل , ستشارك في دفع فاتورة اليمن إذا ما دمرت , ويمكن لها أن تكون صديقة متمصلحة كغيرها من الدول !