- فخر العزب
كنتُ أمشي على نسمةٍ في القريةِ
متوهجَ الروحِ
أستذكرَ العمرَ
كيف قضيتُ سنينَ الطفولةِ بين الأزقةِ
ذاكرتُ ذلك
والعابراتُ النساﺀُ يحدِّقنَ في سحنتي
وحنينِ الظلالِ
وواحدةٌ أيقظت غفوتي
حينما فاجأت بالسؤالِ ظلالَ الحنينِ الذي ينتشي داخلي :
- أأنتَ الذي كنت طفلاً أنيقاً بأحضانِ أمِّك ؟
- – من تقصدين ؟
- أفخراً تكون ؟
- – نعم ..
واستفاقت مع أهها دمعتانِ
وتنهيدتانِ
وقالت وقد أسرفت بالأنينِ :
- وهل ما تزال ترى وجهَ أمِّكِ فوق الخيالِ ؟
- – وهل وجهُ أمي مع الدهرِ ينسى! ؟
- فقل لي إذا شئت عن وجهِ أمِّكِ بعضَ الكلامِ
- – تريدين مني حديثاً جميلاً به وصفُ أمي
هي القمرُ المتوهجِ حتى حدودِ النقاﺀِ
وأغنيةُ الروحِ
من موسقتها أيادِ الجمالِ
على وترِ الحبِّ
أمي كما أذكرُ الآنَ بهرجَها
وردةُ القلبِ
تنبتُ في طيفِه لا تنامُ
وأمي المحبةُ
أمي السلامُ
………..
وذبتُ حنيناً مع شجنِ الروحِ في وصفِها
وأستُلذَ الكلامُ
وعدتُ شجياً إلى بيتنا
وفيه تفوحُ عطورُ الكراماتِ
والذكرياتِ
لأنَّ حذاﺀً لها مرَّ يوماً هنا واستهام.