- نبيل الشرعبي
مع حصول أي احتقانات ومواجهات بين القوى المتصارعة في اليمن، يكون الريال مستهدف رئيس، فتتوالى الصفعات ويٌشد عليه الخناق من قوى تصارع قوى أخرى، لتمر من بوابة ركاكته إلى مبتغاها.
الحديث على عملة وطن متشظي، إذا لم يكن من منطلق قراءة وتحليل عميق، يكون ساماً للغاية ويضاعف العبء على عملة الوطن..
ما حدث ويتوالى حدوثه للريال، هو نتاج لمتغيير أرواق السياسات وأدوات الضغط الخادمة لقوة ما تصارع قوة أخرى، بغية الاستئثار بمغنم، يقود إلى مغرم على سيادة عملة الوطن..
مقابل البؤس الذي ينال عملتنا، يٌنال من سيادة البلد بنفس القدر.. يتوالى جلد رهينة الريال، ومثله يتوالى سلخ سيادة البلد..
الريال يمثل كل يمني، وفي المقابل الكل ينكر صلته به.. غدا الريال رهينة ومكبل بغياب السند والحامي.. الجميع يتصرف وكأن هذا الريال بغي وليس أحد ركائز السيادة الوطنية..
العالم أجمع يعرف عن الجوع الذي ينال من غالبية سكان اليمن، ويعرف كذلك الجوع الذي ينال من عملة اليمن.. فهل يمكننا أن نؤكد للعالم أننا نقبل أن نجوع ولا نقبل المساس بسيادة عملتنا الوطنية.. لنتوقف عن الشماتة في عملتنا، ولننتصر لها بتوحيد مطلب عملة واحدة وبنك مركزي واحد..
القوى المتصارعة التي جعلت العملة- الريال بوابات لدخول عالمها، ستجتمع ذات يوم تحت مظلة مصالحة، وسيغدوا الريال الذي كان ثروة ووقود الصراع الراهن، سيغدو أيضا ثروة لهذه القوى.. به تحقق عالمها في الحرب والسلم..
لا تذهبوا بعيدا.. الريال واجهتنا كافة كيمنيين.. وتوالي احتقانات القوى المتصارعة ورهاناتها تنال منه.. فهل يكفي أن نتخلى عن أنانية الانتماء والمساندة العمياء بغية مصلحة ما، أن ننحاز للريال ولو لمرة واحدة..