- كتب : العزي العصامي
في لحظة متأخرة من الليل والناس نيام ، وجدت نفسي مندفعا لمشاهدة اهداف منتخب الناشئين الوطني في مرمى بوتان وأنا اقول في أعماقي ما شاء الله على لاعبينا بغض النظر عن ضعف المنافس .. وايضا عن كوننا لم نحقق انجازا بعد ..
وفيما اتساءل في نفسي ماذا يعني ذلك ، يتبادر الى ذهني أن كثيرا من اليمنيين يفعلون نفس الشيء ، وتتحرك في اعماقهم نفس مشاعري مهما عملت فيهم الحروب والصراعات ومزقتهم التدخلات الخارجية والاجندة الخاصة ..
بالفعل قلتها من زمان وكنت من اوائل من كتبها وامنت بها وكررتها كثيرا ، منتخبنا يوحد مشاعرنا بالفرح والحزن .. بالمسرة والألم .. بالسعادة والشقاء .. بالسراء والضراء ..ويذكرنا بأننا شعب يمني واحد ..
وحدة المشاعر عاطفة انتماء صادقة لا يتحكم فيها ساسة ولا دعاة حرب او طائفية او مناطقية .. او حتى تنفيذ اجندة خارجية الا من اعمى الله قلبه وبصيرته ..
حتى دعاة الانفصال والطوائف والمناطقية انفسهم لا بد ان شيئا ما في اعماقهم يتحرك تجاه هذا الامر لولا أنهم ينفذون اجندة خاصة بهم ..
الخلاصة ان على الحكومة اذا ارادت ان تنهي الحرب ويعم السلام ، أن تسهم في دعم مسيرة المنتخبات الوطنية وكرة القدم اليمنية كما تدعم مشاريعها الخاصة ، لان الشعب قد مل الحروب والكوارث وفقد ثقته في كل القادة والاحزاب والطوائف ،ويسعى نحو الامل المتبقي الذي ما زال مجمع عليه وهو المنتخبات الوطنية ..
الشكر لله سبحانه وتعالى اولا ثم التقدير الكبير لجهود نجوم متخباتنا والقائمين عليها ، وأقول بأعلى صوت شكرا جزيلا للشيخ احمد صالح العيسي الذي كان وراء الاصرار على مشاركات الكرة اليمنية خارجيا رغم كل المحبطات والمعيقات ..
( ابو صالح ) اسهم بالفعل وبصفة شخصية في دعم مسيرة هذه المنتخبات ولم ينتظر الدعم الخارحي او التمويل الحكومي او يستجدي من اي جهة .. أو يلجأ لدول الجوار بشيء ورفض كل الافكار المشابهة حتى مجرد طرحها اعلاميا .. لرغبته في أن يكون عملا يمنيا خالصا وبإمكانيات الاتحاد المحدودة الى جانب دعمه ورأسه مرفوعة دائما ..
ومع ذلك كان بعضنا يشن عليه حربا ظالمة ويشعل حوله نيران الحقد والكراهية لدرجة ان بلغ بالبعض الحديث عن تصفيته ومخططات لاغتياله .. وهذا كله كان قد تجاوز حد النقد المقبول الى مرحلة الكراهية والحقد والتعبئة والشحن الزائد .. مع يقيني باحقية النقد للجميع كنقد وليس كتحريض ..
اقولها وليعذرني الحاقدون .. العيسي قائد المرحلة التي تتطلب تظافر جميع الجهود لاعادة لحمة الشعب واشاعة السلام والخروج مما نحن فيه من صراعات واقتتال عبر كرة القدم وحدها .. فهي رسالة محبة وسلام للجميع ..
لو اراد قادة البلد وقادة الطوائف فيه انهاء ما نحن عليه من ضياع كيان الدولة وإيقاف نزيف الدم اليمني والوصول الى طاولة الحوار الحقيقي والسلام الشامل والعادل، عليكم بما يوحد مشاعر اليمنيين ، فهو أفضل وأبقى وأعمق تأثيرا من كل سفاراتكم ووزاراتكم ولجانكم واعلامكم واجتماعاتكم ..
عليكم بدعم مسيرة المنتخبات الوطنية والاهتمام بها والسماح بإقامة المنافسات المحلية الوطنية ، فقد تنجح الرياضة فيما فشل فيه الساسة وأهل القرار ..