- عبدالجبار الحاج
مافيا ونفوذ ..
1
اذا كان مرتزقة العدو والاحتلال هم من نخوض معهم حربا مباشرة فان التفاف الشعب حول قضيته الوطنية كفيل بمد الجبهات بما يلزم من اسباب النصر والتحرير .
في هذه المقاولة اقدم نماذج المرتزقة المتخفية وراء الصف الوطني وهذا اللون من العدوان الخفي هو الاخطر و بالمال والسلاح الذي يتلقاه لقاء التحشيد ظاهرا ضد العدو يتحول في الميدان الى سلاح هو الاخطر في ميدان حروب المافيا والمكاسب الذاتية على حساب المعركة الوطنية ..
لا تظهر مدى سلطة الفساد وجذوره ونفوذه الا عندما تبداء ارادة التغيير ومحاولة استعادة دولة للشعب من بين فكي وحش المافيات النهبوية الواسعة الانتشار ..
كل محاولة حقيقة وصادقة نحو البناء والتنمية وكل محاولة لاستعادة منهوبات الملكية العامة تصطدم بمواجهة جيش من النافذين والازلام في كل محافظة من محافظات اليمن وفي كل مديرية مشيخات وسلطنات قائمة تنعم بالنفوذ والحماية ومن اعلى مستويات السلطة للاسف .. فالى متى ؟!
سلطنات الفساد هي الحاكمة والمستحكمة وكل ارادة تغيير حقيقي ما لم تصطدم بقوة مع هذه النماذج والاقطاعيات الممتدة على طول اليمن وعرضها بصرامة الاجراءات فان راس السلطة في ذات المستوى هو راس المافيا بدون نقاش .
كل محاولة تغيير لا تصطدم بهذه العصابات الموغلة تزداد توغلا مع انضمام عناصر جديدة اليها ترفع شعار مناهضة العدوان ثم تحشد وتتسلح بذريعة الحرب ضد العدو وهكذا تغدو جيوش مرتزقة تتمظهر بالصف الوطني اذ تقف بالمرصاد لكل مخاولة تغيير .. وكل مال و سلاح وحشود كهذي تظاهرت بمواجهة العدو سرعان ما تنكشف عندما تبداء ولو محاولة خجولة لاستعادة شئ من مخطط مدينة او شارع هنا وهناك .
2
مافيات نفوذ وحروب
ساعطي نموذجين لمافيات الفساد في الصف الاول من سلطة وادارة المحافظة وان من زاويتين مختلفين في الموقف والقرار وكذا الهدف..
في إب:
منذ مدة وعلى مرأى ومسمع سلطة اب تقوم ببيع حديقة الحمدي (تبة شبان) جريمة كبرى .. على الرئيس المشاط التدخل فورا لتجريم الصفقة وايقاف مؤامرة البيع ومحاسبة اىمحافظ كمسؤل اول عن تمرير الصفقة .ونتاولها بتفصيل اوسع في وقت اخر .
في تعز :
…..ماحدث اليوم في تعز من قيام مجموعة مسلحة قامت باستخدام مختلف انواع الاسلحة ضد جنود امن المحافظة وهم يقومون بمهمة حماية فريق ووحدات الشق لشارع متفرع من الستين والذي يصل بشارع ابو زيد صويح ( الدائري على مفرق ماوية ) واذا بأكثر من ثلاثين مسلح باسلحة مختلفة بما فيها معدلات تمتروسوا في محيط الشارع وبمجرد وصول طقم قوات خاصة تابع لإدارة امن محافظة تعز تم مباشرته بقنص احد أفراده على الرأس في طريقة بشعة
يقود هذه المجاميع المدعو محمود بجاش الذي كان هو من وعد بان يخرج مع الاشغال لتذليل اية صعوبات وحلحلة اي مشاكل او اغتراضات بحكم انه من المنطقة
يتضخ ان هذه المجاميع تابعة الشيخ صلاح بجاش من سلاح الجيش واللجان الشعبية تحت مسمى مجاهدين مستغل اجواء الحرب لتكوين ميليشيات مسلحة باسلحة الدولة وبدلا من توجيهها ضد العدوان يوجهها لصدور ورؤوس رجال الامن والدولة ويعيق التنمية
هكذا تنشاء طبقات الحرب و تجار حروب وأراضي حيث اخترقوا المسيرة وهاهم يوجهون السلاح والازلام لصالح البسط على الأراضي والاعتداء على المخططات مستغلين ظروف الحرب لمكاسب البسط الحرام على الاراضي .
اقتضت اجراءات حفظ هيبة الدولة من قبل محافظ المحافظة سليم مغلس ومدير الامن ارسال رجال الامن لتطويق المكان والقبض على اكثر المسلحين وحيث فر بقية الجناة الى بيت الشيخ صلاح بجاش وهو ( وكيل محافظة تعز ) محتمين به ( كما كان يفر القتلة إلى بيت الشيخ الاحمر )
وقضى التوجه إن استمر الشق وتم إيصال الطريق وفرض هيبة الدولة بفضل الله
ولم يبقى الا القبض على منهم وراء القتلة والذي يدفع بالناس ويسلحهم من سلاح الجبهات لمواجهة وعرقلة عجلة التنمية .
وكذلك المحتمين في بيت صلاح بجاش ..
وهذا النموذج وان اختلفت اشكاله واشكالياته وان اختلاف وظاىفه من مديرية الى اخرى فهنا تجتمع مافيات الاراضي ومافيات التهريب ومافيات سرقة موارد التحسين ومافيات الجمارك ومافيات متعددة بتعدد سلطناتها الجغرافية في الدوائر والمديريات وللمافيات اذرع وذيول في النقاط وفي الجبهات على هذا النحو اسست وجذرت منافذ النهب وقبضت على مفاصل القرار في الجبهات العسكرية وفي القرار ..
وما حدث مؤخرا في خدير ليس الا جزاء وان اختلفت صيغته وخطته فهدفه واحد .. وهو اضعاف للجبهات وتجذير للنهب والنفوذ ..
فهل نتعض من الدروس ومتى نقاتل النهب الفاضح ؟؟؟؟!!!
…………
3
تأجيل الحرب على الفساد اهدار للتضحيات وتفريغ لمضمون وطنية الحرب .
في الوقت الذي يقدم فيه شعبنا تضحيات جليلة في مختلف الجبهات متسلحا بارادة التحرير من دنس المحتلين المعتدين ومستبشرا بالخلاص من ادوات التبعية الاجنبية التي أوصلت البلاد الى الخراب .. والشعب والى حياة فقر وجوع وسواد معيشة وضياع مصير .
اذا نحن والحال هكذا ازاء حرب ليست واحدة
مالم تكن حربنا حربان : حرب ضد عدو مباشر و محتل ومستمر فينا قتلا وتنكيلا . وحرب لا مناص من خوضها وهي المعركة الاخطر والأكثر تعقيدا والاكثر .
…
كل حرب في مواجهة عدوان واحتلال اجنبي ما لم تتلازم بمعارك حرب لا هوادة فيها ضد اقطاع وتخليص شعبنا منهم بما هم ادوات العدو الخفية الاخطر وهم الاعداء الالد من العدو المباشر ..
ومالم توجه الحرب عليهم جنبا الى جنب مع حرب الجبهات العسكرية
افتقار السياسة والقيادة الى الارادة في تلازم التحرير والتغيير هو افتقار الى الارادة الوطنية ناتج عن اهمال او تغييب مقصود او عفوي لا فرق .
ارادة تفتقر الى اهمية تلازم جبهتي الحرب فبهذا تغدو حربا بلا هدف حرب اهدار للتضحيات و ينتج عن مسارها انحراف خطير حيث ينقل فيها العدو ساحة الحرب الى الوطن المعتدى عليه فيكون الوطن في خطر البقاء و يكون الشعب وقودا لتجار الحروب .
في هذا المسار المنحرف تختلط الحربان الوطنية بالاهلية وسرعان ما تنحرف شيئا فشيىا نحو الاحتراب الاهلي وبهذا المسار ينعم العدو الاجنبي بالامن على ارضه وجيشه وتخلو ساحته من نار الحرب .
وبهذا المسار تتوطد اركان قوى النهب الفساد ويتعزز وجود العدو في مفاصل القوى الوطنية ومع استمرار الحرب على هذا النحو المنحرف تفرغ الحرب من مضمونها في التحرير والسيادة ومن مضمونها الاقتصادي في التحرر والاقتصادي والاجتماعي وتفرغ من مضامين التضحيات من اجل العدالة واحقاق فرصة العيش الكريم لكل ابناء الشعب ويعود العدو التحكم الى القبض على سلطة القرار ويعود الشعب الى خانة التبعية خاسرا كل التضحيات .
القول بتأجيل الحرب على الفساد حتى ننتهي من خوض الحرب المسلحة مع العدو قول ينطوي على تضليل مكشوف فيه تمكين لادوات العدو الخفية القابضة على مفاصل السلطة او المتخفية خلف راية الوطنية الزائفة
خطرالتسليم بهذه المقولات :
صحيح ان صفة المرتزقة هم من يتم شرائهم بالمال للقتال في جيش العدو الاحنبي المحتل وهما نوعان مرتزقة محليين ومرتزقة اجانب .
هل ممكن ان نطلق على فريق لدى جهتنا التي ترفع لواء الحرب ضد العدو المحتل بمرتزقة الصف الوطني ؟
كما نشأت مرتزقة الملكيين في حرب السنوات السبع بين اليمن والسعودية في الستينات نشأت ايضا مرتزقة الجمهوريين بل برزت ظاهرة شهيرة في تلك الحرب في النهار نقاتل مع الجمهورية بالريال والجنيه وفي المساء نقاتل في صف الملكيين والعكس بالعكس بحسب ميل كفة الدفع الاكثر
الفسدة طبقة قادرة على التلون مع كل الشعارات وهم دوما تجار حروب جاهزين وحيث امكنهم الفوز بالمال والسلاح لقاء تمظهراتهم بالتحشيد وحيث امكن العرض والطلب داسوا على كل مبداء او دين ..
انه دِين الاقطاعيات النهبوبة .
….
……
…..