- كتب : نبيل الشرعبي
كم هو بائس قدر كثير من عمالقة الإعلام اليمني الذين أسسو لبنات هذا الحقل بدم أفئدتهم، فقد صاروا يعيشون على خارطة النسيان والتنكر من الجهات المعنية رغم معاناتهم وتوالي المناشدات للنظر إلى حالهم البائس..
صراع مع المرض
المذيع عبدالعزيز شائف الأغبري، واحد من هؤلاء العمالقة الذين لم يلتفت لهم أحد رغم معاناته وصراعه المرير مع المرض منذ 4 سنوات.
بعد 60عاماً من أريج الاثير الإذاعي، كان الأحرى أن ينال تقديرا خاصا بامتياز لدوره الكبير في خدمة وريادة إذاعة صنعاء، لكنه وجد نفسه كومة من عظام ملفوفة بجلد الجسم ذي البشرة السمراء المعجونة بعبق الأثير الإذاعي المزهر على الدوام تجدداً وتميزاً طيلة 60عاماً.
لن يُصدق أحد ممن سمع صوته الإذاعي المميز عبر أثير إذاعة صنعاء.. لن يُصدق أن ايقونة إذاعة صنعاء الاعلامي والكاتب والشاعر الغنائي عبدالعزيز شائف مقبل الأغبري، يعيش منسياً على جغرافيا اليمن في شقة وحيداً بالعاصمة صنعاء، يفتت المرض جسده المتهالك، وينال من روحه نكران الجميع له وتركه يحترق مثل شمعة منسية في فلك مهجور.
عبدالعزيز شائف.. تذكروا هذا الاسم جيداً والذي لا يكاد كثير من اليمنيين_ اقصد العامة من اليمنيين، وليس الطوابير الطويلة والكثيرة من صفوف المتصارعيين، فهذه الطوابير من المتصارعيين ينهشون بصمتهم هامات الاعلام اليمني الهادف، ومثلهم طوابير أخرى يستظلون بمظلة الاعلام صار كل همهم تحقيق مزيد من الأرباح والأموال على حساب تفتيت المهنة، والجحود والتنكر لكل جهابذة الاعلام الفعلي..
طريح الفراش بين 4جدران
مأساة الوالد الاعلامي القدير عبدالعزيز شائف، لا تقف عند الداء الذي نال
منه وجعله طريح الفراش في المنزل وحيداً بين أربعة جدران موحشة إلا من
ابنتين تتجرعان فاجعة الخذلان التي مُني بها والدهما الذي لم يبخل ولا
لحظة بتقطير روحه ليعطر أثير إذاعة صنعاء ومسامع وأفئدة المستمعيين..
مأساته لا تقف هنا بل تمتد عميقاً فقد صار عاجزا عن الحركة إلا بمساعدة من
ابنتيه وفاقد السمع والنظر وحتى الذاكرة..
وجع الخذلان والتنكر لهامات الاعلام اليمني يُختزل في مشهد الوالد الاعلامي عبدالعزيز شائف.. وزيادة على هذا لم يتذكره حتى من تتلمذ على يديه وكذلك معظم رفاق درب العمل الإذاعي ناهيك على نقابة الصحافيين اليمنيين ووزارة الاعلام والدولة..
عبدالعزيز شائف، أجزم أن كثير يمنيين يحفظون هذا الاسم عن ظهر قلب، وفي الأرياف اليمنية كان يحضر هذا الاسم في اليوميات بلا توقف عبر إذاعة صنعاء..
الإجابة
قبل عامين وفي جلسة مع الزميل فؤاد فؤاد الخضر، وقررنا_ فؤاد الخضر، عبدالكريم الشيباني، محمد عيضه، فايز عبده، علا دماج
ونبيل الشرعبي، قررنا زيارته في منزله بعد تنامي خبر وصل مسامعنا بأن حالته الصحية متعبة للغاية، وكنا مثل غيرنا كثير تسألوا اين عبدالعزيز شائف، وفي هذه الزيارة كانت الإجابة إنه بقايا جسد متهالك حملته فتاة يبدو عليها
الكثير من الاعياء، حملته إلى غرفة متواضعة مخصصة للاستضافة… صعقنا
المشهد ونحن نرى إيقونة أثير إذاعة صنعاء عبدالعزيز شائف، والذي طالما
حلمنا برؤيته… نعم حلمنا برويته لكن ليس بالصورة التي شاهدناها اليوم حيث صار جسد منهك ولا يستطع حتى الكلام إلا بعناء، بل حلمنا برؤيته بحجم الصوت الذي وصل إلى مسامعنا على مدى عقود من الزمن.. ورغم الكتابة عن حالته لكن
لم يتفاعل المعنيين..
سيرة مشرقة
في وكيبيديا يجد القارئ سيرة
مشرقة للهامة الإعلامية عبدالعزيز شائف، فقد ورد بأنه ضمن عدة اعلاميين
إبان حصار السبعين رفضوا مغادرة إذاعة صنعاء، واستمروا فيها أيام عصيبة تحت القصف ينقلون أخبار الجمهورية وتوالي هزائم الملكيين..
أيضا ورد في موسوعة الوكيبيديا سيرته التي نأخذ منها التالي: عبدالعزيز شائف مقبل الأغبري، إذاعي وشاعر ومخرج يمني. ولد عام 1947 في قرية ضيعاني في محافظة تعز. تلقى تعليمه الأولي في كتاتيب قريته، ثم انتقل إلى عدن وألتحق بمدرسة بازرعة، وتلقى تعليمه الثانوي في مدرسة القديس جوزيف العليا.
التحق بالعمل الإذاعي بعد قيام ثورة سبتمبر مباشرة.. كتب في العديد من الصحف والمجلات اليمنية. وأخرج وكتب عدد من التمثيليات الإذاعية. وكذلك ساهم في كتابة مجموعة من القصائد الغنائية لعدد من الفنانين..
فكيف يكافئ شخص بحجم عبدالعزيز شائف بالنسيان وتركه كشمعة تحترق في فلك مجهول..؟..
هاشتاج
انقذوا الإعلامي عبدالعزيز شائف، فإنه بحاجة ماسة وعاجلة إلى العلاج خارج الوطن فحالته الصحية متعبة للغاية..
نتمنى من جميع الزملاء تدشين هاشتاج: #انقذوا#عبدالعزيز#شائف#
وأن يجد هذا النداء طريقه إلى المعنيين ليعملوا أقل واجب تجاهه.