- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الثانية عشرة
كان الناس يقرأون الكتب الأدبية القصيرة ويتجنبون الكتب الطويلة، وكانوا يقبلون على كتب الخيال القصيرة إلى أن جاءت الرواية حيث كان ينعت قارئها بالمثقف واعتبرت الرواية دليل عصري وملمح حضاري وفي البدء كانت نسبة بلدان الشرق ضئيلة من الروايات رغم أنها مجتمعات خيالية ورغم أن الخيال منجم الرواية الا أن نسبة الغرب من الرواية كان مرتفعا، والجدير ذكره أن بعض مجتمعات الشرق كانت تمنع الشباب من قراءة الروايات كي يتأسس عقولهم على الابتعاد عن العاطفة والانحراف العقلي على حد اعتقادهم.
من ناحية أخرى كانت روايات المدن الكبيرة حيث الإسمنت والحديد والناطحات تختلف تماما عن روايات الأرياف فالأولى جلفة والثانية ساحرة ورقيقة تأسر اللب بالسحر وفكاهات القرويين والبساطة في حين تتعقد روايات المدينة وتكون شخصياتها غريبة تتعامل مع بعضها البعض دون أحاسيس كالآلات، من الطبيعي أن يرتبط الريف بالبراءة والجمال والرومنسية والعلاقة الحميمة مع الطبيعة إلا أن بعض الروايات صورت العلائق الريفية واظهرت بشاعة الحقد وتفشي الحيل عند الفلاحين والايمان بالسحر وخرافة الشعوذة.
***
غدا تتبع الورقة الثالثة عشرة.