- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الرابعة والعشرون
الشاعر العربي رغم انتمائه لتراث شعري عربي ذي نزعة انسانية تلامس كافة مظاهر حياة الانسان حيثما كان إلا أنه قليل الاطلاع على تجارب شعراء العالم إلا مقتطفات وبقع فرضتها ظروف ليس إلا فمثلا الشعر الانجليزي والفرنسي فارضان أنفسهما بسبب ما تم خلال حقبة الاستعمار من فرض لغته وأدبه، والشعر السوفيتي بسبب الانقسام في الحرب الباردة والشعر الأمريكي بسبب هيمنة القطبية الأحادية بعد انهيار الكرملين والشعر الفارسي والهندي بسبب الجوار وشعر اليسار اللاتيني والتركي والاسباني بسبب يسارية غالبية المثقفين العرب في النصف الثاني من القرن السابق.
أعتقد أن الشعر الأفريقي والاسترالي والشعر الأسيوي مازال بعيدا عن متناول الشاعر العربي بسبب ندرة الترجمة وإن وجدت ترجمة فهي متأثرة بالمركزية الأوروبية المفروضة منذ حقبة ما قبل الدولة الوطنية كذلك أزعم أن الشعر العربي لم يلاق حقه في الوصول للقاريء العالمي لأنه لم يترجم منه الا القليل وهذه معضلة من معضلات إنسانية الشعر وتقوقعه داخل رحم لغته الأم إلى من رحم ربي.. ثمة هزة ثقافية حينما يفوز شاعر غير عربي بجائزه نوبل يصطدم غالبية الشعراء العرب بأنهم يسمعون عنه للمرة الأولى ويبدأ التسابق على ترجمة بعض مؤلفاته وهذا تأكيد على فرضياتي السابقة.
الأمل في الاتحادات والروابط الأدبية العربية في عمل مشروع جماعي لوضع أطلس شعري لشعراء الكوكب وتشجيع الترجمات من لغات العالم إلى العربية ومن اللغة العربية إلى لغات العالم وعمل جوائز تشجيعية لذلك.
يتبع …..





