- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الحادية والعشرون
حقيقة خضوع الشعر للقوننة تخلق الرتابة وتعيق العزف المنفرد على وتر الدهشة والذهول والغير متوقع والغير مألوف الذي يحمل زهرة التجاوز والابداع والجدة من الجديد، فمثلا سيكون من الممل والاسفاف لو قلنا ما هي سمات الشاعر او صفاته السيكولوجية والمعرفية التي جعلت أو تجعل منه شاعرا لأننا في مناخ إبداعي ولسنا في مؤسسة أكاديمية عسكرية او مدنية فالشعر والابداع طقس مختلف عن كافة المناشط وله قوانين خفية لا يدركها بوضوح إلا من يمارس طقوس الكتابة الابداعية شعرا أو نقدا فالابداع جنون ولا توجد تعليمات بعينها تؤدي إلى الجنون أو قوانين تقاس بالمليمتر تتسم بقياس ومعيرة الشعر والابداع والجنون.
كل معرفة وموقف مهما عظم شأنه أو صغر يبقى في مخزن ذاكرة الشاعر وهو يقوم بفلسفته حسب سياق تجربته الحياتية والشعرية حين تلوح لحظة التأمل المستبطن لميلاد القصيدة. وتلوح القصيدة كالرؤيا في المنام حيث انها ليست اختيارية وبومضة زمنية غاية في الدقة.فالرؤيا تنسى والقصيدة تبقى لأن إكرام القصيدة تدوينها كي لا تتبعثر وتدخل في أحداث الشتات والنسيان.
***
تتبع غدا الورقة الثانية والعشرون





