- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة السابعة عشرة
يعد الشعر ضربا من ضروب النبوة حيث ينفتح الزمن أمام البعض من الشعراء ليقرأوا الخفي والمستور والغيب والمغيب وهذا يؤكد مقولة أن الشعر “قرآن البشر” وأن الشعراء أنبياء ترسلهم الأرض وليس السماء وتلوح بعض المقولات والسطور والأبيات الشعرية قوانين خالدة وحكما صالحة لكل زمان ومكان وهذا يشير لقدرة الشعراء على قراءة مآل الظواهر وتتبع خيوطها وقوانين التغيير من ناحية ومن ناحية قدرتهم على الحدس والإمساك بتلابيب الغيوب وقدرة الخيال على التجسد في تحريك سكونية واستاتيكية بعض الظواهر وقدرة الذاكرة على الربط وقدرة المفردات على التموضع في سياق التصور الجديد.
الشعر له سياقه الخاص وله بصمته وروحه الرفيعة كأسمى الفنون وأكثرها ديناميكية وحركة.
كل شاعر له طريقته الخاصة في تكوين صوره الشعرية وكل شاعر له كهف خاص يرى العالم من خلاله والعالم رغم واقعيته وماديته إلا أنه يتعدد بتعدد الرؤي والأعين والمنظار السيكولوجي الذي ينظر للكون من خلاله، وثمة علاقة باراسيكولوجية بين الشعر والشاعر حيث يأتي كل نص ككون مصغر جديد يضاف لهذي الأكوان ولم يكن شيئا مذكورا وكانت الرومنسية محقة حين جعلت الخيال آحد أهم مبادئها الشعرية. فالخيال والحدس من أسلحة إعادة صياغة العالم صياغة شعرية ولا يمكن للخيال أن يموت كما أعلن البعض.
***
تتبع غدا الورقة الثامنة عشرة.





