- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الثانية عشرة
يحاط الشعر ببيئته الحاضنة ويربط جسور اندغام مع مساقات تنتمي لعائلته الفنية، حيث الروحانية والانسجام الإيقاعي والهارمونية والتكوين كالموسيقى والرسم والمسرح واللغة والزخرفة والتصوف والطقوس التعبدية، وفي نفس الوقت هناك خصوم وأعداء للشعر يتربصون به الدوائر أن فقد يقظته وداس على ألغام السذاجة والانحراف صوب مساحات ليست له كالمنطق والعلوم الدقيقة والتكسب والارتزاق والنفاق وخدش الحياء واستفزاز ذوي المعتقدات والنقد السطحي والهلامي والمباشرة. ومن ألد أعداء الشعر الجهل به ومريدو هذا الجهل يعتبرون الشعر كلام فاضي ومضيعة للوقت وخبر جرائد.. بل قال وزير عربي يجب إزاحة الشعر واستبداله بالرياضيات والعلوم وقال رئيس جامعة عربية مرموقة لا يمكن منح شهادات ودرجات أكاديمية لهذيان مثل الشمس ترقص والوردة تضحك عندما رد على سؤال شاعر لماذا لا يمنح الابداع الشعري والروائي درجات أكاديمية؟.
ومن ألد أعداء الشعر الضغينة والحسد بين الشعراء وخلق لوبيات وشلليات ليس من أجل خدمة التنافس الإبداعي بين الشعراء ولكن لتشويه بعضهم البعض، وأحيانا العوامل التي تخدم الشعر تتحول إلى النقيض كالنقد الجارح والمتهكم وعدم الموضوعي والمسؤول فهو يؤلم الشعر والشاعر والقاريء المتعسف وفوضوية المهرجانات وغياب العدل الإعلامي والدولة القمعية وجهل العامة والرعاع حين يفتون ويصدرون احكاما على الشعر.
***
تتبع غدا الورقة الثالثة عشرة.





