- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الحادية عشرة
يحتاج الشاعر إلى حرية كي يبدع لا إلى فيلق من الرقباء، يحتاج إلى نقد منصف لا إلى هلوسات حاقدة تحت يافطة النقد..
يحتاج إلى دين يرافقه في تهذيب الوجدان ورحلة السمو الروحي لا إلى واعظ يكفره.. يحتاج إلى دولة ترعاه لا إلى عصابة تخرسه.. يحتاج ويحتاج ويحتاج … الخ.
الشعر يخلق في لحظة تجل روحي ويحاول الشاعر تخدير الرقباء كي يتم اكتمال القصيدة ومن ثم يبدأ التنقيح وحضور الرقابة الذاتية لدحض التأويل حين النشر.. بعض الشعراء يغيبون رقابتهم الذاتية وبعض الشعراء يستسلمون للرقابة الذاتية قبل أن تداهمهم الرقابة الخارجية، ومن أنواع الرقباء الرقيب الديني والرقيب السياسي والرقيب الاجتماعي والرقيب النقدي واللغوي … الخ إلى جانب المحرر والرقيب الأمني وسلسلة من الرقابة التي تخنق الابداع وتقهر بذور الشعر.
أكسجين الحرية هو الذي يملأ رئة الشعر كي تتسع القصيدة وتنمو نمو طبيعيا فالحرية مناخ الابداع والتألق والشعر بدون حرية سجين الصدور والمهج، يحبو ذليلا دامعا مقموعا لا حول له ولا قوة إلا حين يغادر ظروف القمع، ويعانق فضاء الحرية، ودفع ويدفع شعراء عديدون في كل أصقاع المعمورة ضريبة توقهم للانعتاق والعدل الاجتماعي وتقليم اظافر الجهل والديجور، وعبر التاريخ طرد الشعراء وطوردوا واكتظت بهم السجون والمنافي لانهم صوت الحق والحب والعدل ويدركون مواقع آخر المسامير في نعوش الطغاة.
***
تتبع غدا الورقة الثانية عشرة





