- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الثامنة
الشعر لغز عصي على المعيرة أو الادراك الكلي، ومن الطرق النقدية الحديثة التي حاولت أو تحاول تفسير الشعر ظهرت البنيوية، وهي تعامل القصيدة كالبصلة فكل قشرة تحتوي على مجموعة من البنى فهناك الموسيقى والحروف حسب طبيعتها النبرية أو الهمسية والبنية الايقاعية والفكرية وتركيبات اللغة ودلالتها ونوع المفردات وعلاقتها بمدركات الحواس، وظهرت طريقة العلاقة بين النص والمتلقي حيث تعتبر النص الشعري نصا مفتوحا يشرك فيه القاريء لاكمال المعنى والانفعال والمزاج والتحليق معه واشراك رؤية القاريء مع رؤية الشاعر ويكون القاريء ايجابيا في تعامله مع النص.
ثم جاءت التفكيكية التي تركز على تحليل الأبعاد الاجتماعية والثقافية للنص وتتعامل مع أي نص كذي قيمة تحليلية كبرى حتى لو خالف الاشكال التقليدية للنصوص وهذه الطريقة قد تضحي بالعناصر الشعرية كقربان للأبعاد الاجتماعية والسياسية للنص، ثم جاءت طريقة نقد ما بعد الإمبريالية التي تركز على شعر المناطق المستعمرة وشعر المستعمر والتركيز على سببية تراجع الثقافة الأصلية مقابل الثقافة المهيمنة للمستعمر وتركز على شعر الهوية والتذبذب بين هويتين، وهذي الطريقة تركز على التحليل الاجتماعي اكثر من التحليل الأدبي.. ثم جاءت طريقة التعدد الثقافي وتركز على الشعر العنصري وشعر الاقليات والاعراق لمعرفة خصائص وبصمة شعر كل أقلية أو عرق، وتعتبر شعر المهمشين والمنبوذبن مادة دسمة في طبق النقد.
وجاءت أخيرا موضة النقد الأيكولوجي او النقد البيئي وتركز على علاقة الشعر بالطبيعة ورفع مستوى وعي القاريء بعالم الكائنات والمحميات بغرض الحفاظ على العالم الأخضر المقلم لأظافر الانسان المفسد للأيكولوجيا وهي تقلل من شأن تحليل الشعر مقابل اثراء المشهد البيئي.
الشعر ضرب من حالة جنون وانسلاخ عن الوجود عند المخاض والخلق فخلقت حالة جنون أخرى عند عملية الخلق الثاني المتمثل في القراءة النقدية للشعر.
***
تتبع غدا الورقة التاسعة





