- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة الثالثة
يعد الشعر من أسمى الفنون التي ظهرت مع ظهور الإنسان الأول الذي تجاوز المشاعية البدائية وبدأ في تقاسم العمل ، فكان يتمتم بكلمات ايقاعية أثناء عمله، ومازال ذلك في أهازيج الزارعين والعمال حتى في زمننا هذا. وعبر الشعر محطات عديدة منذ الشفاهة حتى التدوين، وتنوعت أغراضه وتعددت تصنيفاته حسب لغة كل أمة وطرق تعبيرها، والشعر بصمة إنسانية والقصائد الخالدة هي التي تعانق الإنسان أينما حل وتواجد ولا أظن أن مقولة العرب أشعر البشر صائبة فلكل لغة وقعها وايقاعها وضروب شاعريتها لكن العرب لم يعرفوا حتى قرون غير الشعر في حين عرفت أمم عديدة منذ القدم المسرح الشعري والطقوس الدينية التي يتخللها الشعر لذا نجد العرب أصحاب تراث واسع وشاسع في الشعر ولست أدري لماذا فازت الرواية العربية قبل الشعر العربي بجائزة نوبل .
الشعر بحر متلاطم الأمواج يتغلغل في كافة مناشط الحياة وعبر ويعبر الى فنون أخرى ومساقات معرفية بعيدة فالشعر فن الفنون فهو قلب المسرح وخليل الموسيقى وبين سطور الرواية وفي آونتنا في ظل الانفجار التقني والمعرفي وجد الشعر نفسه غريبا بعد انفلاش المعايير وهيمنة الفوضى واليباب في كل مناشط ومظاهر حياة الإنسان المعاصر.
***
تتبع الورقة الرابعة غدا.





