- عبدالحكيم الفقيه
الورقة الأولى
وقع شعراء ونقاد كبار في حفرة التنابز بالألقاب بين الأشكال الشعرية، حيث اعتبر البعض أن القصيدة الكلاسيكية العمودية جمود وتخلف وتوقف لنبض الحياة ونهرها الجارف، وبالمقابل اعتبر البعض أن القصيدة النثرية لا تنتمي للشعر وهي دخيلة ونبتة شيطانية، ولم يتبق الا القليل ليتم نعتها بالكفر، ونظر الطرفان لقصيدة التفعيلة بعين السخط فطرف يعتبرها تمردا وتخريبا وطرف يعتبرها استمرارا معاصرا لمسيرة التخلف العمودي الايقاعي.
وعودة لعقود ليست بعيدة كان هناك لوبيات وتمترس ومعسكرات ادبية ومجلات شعرية ومؤتمرات وروابط خاصة بالاشكال وللأسف مازال بعضها موجودا للتو، وكان كل شكل يزعم أنه على الصراط الشعري القويم وما خلاه باطل.
وتأثر ويتأثر الشعراء الشباب بهذه الآراء واثقين من حكمة الجيل السابق ليستمر الاستقطاب والتأثير ليكتشفوا لاحقا انهم كانوا معصوبي الأعين ورحى معركة وهمية شكلية لاعلاقة لها بماهية وجوهر الشعر.
***
يتبع الورقة الثانية غدا.





