بعد سنين من العطاء والجد والاجتهاد والتفاني في التحصيل العلمي والمعرفي، اكتملت الصورة، انهمرت الدموع دموع الحزن تارة، وتارة دموع الفرح، شهدت محافظة تعز صباح اليوم حفل تخرج دفعة “رغم الظروف تميزنا” من الجامعة الوطنية ذلك الصرح العلمي الشامخ، وتلك الجامعة التي بذلت الجهد الكبير بمشاركة تلك الشريحة الاجتماعية (المعاقين) خطوة بخطوة لتزرع تلك الابتسامة في وجوه أولئك الطلاب بل والمدينة، لتمثل رحمة السبئي، مرفت النصاري، مثالا للعزيمة والإصرار والتحدي .
في يومنا هذا فتاتان من تعز من مدينة المعاناة ومن مدينة العلم والثقافة والعزيمة، هنا من الجامعة الوطنية بالتحديد كلية العلوم الإدارية، لم يفقدن الأمل والمضيء قدما لمشاركة المجتمع في نهضته العلمية بل انعكاسا ليضربن أروع الأمثلة بأن الأعاقة ليست بالأجساد وأنما بالعقول، ووقوفه عاجزا عن كسر حواجز الخوف والمضي قدما نحو مزيد من التقدم وبلوغ المجد والنجاح.
سيبقى يوم خالد للناجحين والجامعة الوطنية، يوم يؤكد بأن العلم لا حدود له، وبأن النجاح لا يقاس إلا بالبذل والتضحية، ستظل صورة الخريجين بالأذهان وهم ينشدون (سوف نبقى هنا رغم كل الألم ) مشهد جسد صمود المدينة وتحدى ابناءها للظروف، كم هي المشاهد اليوم التي شهدتها الإحتفالية بداية بالنشيد الوطني ونهايتا بتكريم الفتاتيين وطلبة قسم ادارة العلوم الإدارية والتسويق بالجامعة الوطنية ، وبحضور مدير الجامعة، والعميد ورؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس، والذي تخلل العديد من الفقرات اهمها توديع طلبة الكلية .
