اقام منتدى اليسار بالتعاون مع اللجنة التحضيرية لإتحاد الشباب الاشتراكي بمحافظة إب يوم السبت الموافق ٨ مايو ٢٠٢١م ندوه بعنوان ((نشوء الحركة النقابية في محافظة إب ومسار تطورها))
وفي بداية الندوة رحب المهندس/عبده صالح الصراري “رئيس منتدى اليسار” بالحاضرين جميعاً وهنأ عمال وعاملات اليمن بعيد العمال مؤكداً ثقته أن روح مايو وإن همدت واستكانت بفعل الحروب الأهلية والقمع والتعسف السلطوي وجشع المستغلين ومحاصرة وتمييع العمل النقابي وتغييبه وفرض الوصاية عليه إلا أن هذه الروح لا تلبث أن تنهض كالعنقاء من تحت الرماد لتعيد العمل النقابي الى دائرة الضوء قوياً وتعيد القضايا العمالية الى واجهة الصدارة دافعة وضاغطة
وعقب المهندس/عبده محمد الصراري على الأدبيات النقابية التي تتناول العمل النقابي بمختلف صنوفه من وجهة حصرية مركزة الضوء على محافظة عدن وتعز وصنعاء والى حد ما محافظة الحديدة غافلة عن بقية محافظات الجمهورية وفي مقدمتها محافظة إب فإذا ما تم تناولها يكون بالإشارة العابرة والتقصير المخل على الرغم أن هذه المحافظة أسهم أبناؤها المنخرطين في التنظيمات اليسارية في تأسيس وإنشاء العمل النقابي العمالي والمهني والمنظمات الجماهيرية والإبداعية الذي أرتبط عملها النقابي والجماهيري بالنضال السياسي لاعبةً دوراً كبيراً في الدفاع عن ثورة٢٦ سبتمبر وتثبيت النظام الجمهوري وإفشال التأمرات والمخططات للالتفاف على أهداف الثورة وإجراء المصالحة بين اليمين الجمهوري والقوى الملكية وأن الواجب تجاه الكوكبة من القيادات النقابية والجماهيرية والإبداعية في محافظة إب يتطلب أن نسجل للتاريخ أدوارهم ومأثرهم قبل أن يطمرها تقادم السنين وزيف التاريخ
ونوه الصراري الى صعوبة فصل النشاط النقابي عن النشاط السياسي أو تخفيف حدة الإرتباط بينهما كون الدولة في بلادنا لا تقف موقف المستقل والمحايد وانما تقف موقف الخصم المتحيز ضد العمال والفلاحين وقطاعات الشباب والطلاب والنساء ….الخ فلا خوف من ارتباط العمل المطلبي بالعمل السياسي إنما الخوف يكمن في الفعل السياسي المدمر الذي يقيم العمل النقابي بمجموعة إلى أشلاء متناثرة والى الفعل السلطوي الذي يفقده ماهيته ومضمونة ويفرض الوصاية عليه ويشل حركته
وقد استعرض الاستاذ/أحمد االرواج “عضو لجنة المحافظة” الحركة النقابية. العمالية والعربية واليمنية بصورة مركزة متطرقاً الى نشؤ وتأسيس العمل النقابي ومسار تطوره في محافظة إب (نقابة النقل – نقابة السائقين – نقابة المهن والحرف – اللجان الطلابية العليا التي أسسها اليسار رداً على إقصائه من اتحاد طلاب اليمن ، والى نشأة وتأسيس النوادي الرياضية والحركة الكشفية )
هذا وقد استطرد الرفيق الشاب/ شمسان يحيى ثابت “عضو القطاع الطلابي” المحور الثالث الذي تطرق الى أفق مستقبل العمل النقابي ، الذي بدأ حديثه بسرد الواقع المزري للعمال في الجمهورية في القطاع العام والخاص والمختلط والوضع المأساوي الذي يعانون منه، خاصة عمال المطاعم والمحلات الصغيرة وغيرهم ممن يعملون مع الطبقة البرجوازية الصغيرة وما يعانونه من ويلات كساعات العمل الطويلة التي تزيد عن ١٢ ساعة والأجر الزهيد الذي يتلقونه مقابل ذلك العمل الشاق والذي لا يكفي حتى لإشباع جوعهم في ظل هذا الوضع المزري والإرتفاع الجنوني للأسعار ، ناهيك عن تحمل أعباء أسرة وتلبية المتطلبات الأساسية للحياة، وأن كل هذا ما هو الا نتاج لغياب الوعي لدى عمال تلك الفئات بأهمية العمل النقابي للدفاع عن حقوقهم..
وكذا تطرق ثابت للحديث عن أثر العامر السياسي في تمييع منظمات العمل النقابي ودور اليمين المتطرف وسياسات السلطة الحاكمة التي كرست مقدرات الدولة ومؤسساتها لخدمة المشيخ والوجاهات الإجتماعية والقبلية ومن يتبع خطها السياسي، وبالتالي قامت بتبني منظمات العمل النقابي وإستخدامها فيما يخدم خطها السياسي مفرغة إياها من الدور الحقيقي الذي أُنشأت من أجله.. مما ترتب على ذلك الضياع لحقوق العمال ، وكذا فقدانهم الثقة في تلك المنظمات النقابية..
وقد خلص في حديثة بأن الاوضاع الراهنة وما سبقها من تراكمات تشكل تداعيات خطيرة على الآفاق المستقبلية للعمل النقابي.. وأكد على أهمية الأحزاب اليسارية وعلى رأسها الحزب الإشتراكي اليمني في تفعيل أدوارهم من أجل النهوض بالعمل النقابي وإعادته إلى وجهته الأساسية في المستقبل.. وذلك لما تعنيه الأحزاب اليسارية بصورة عامة والحزب الإشتراكي اليمني بصورة خاصة للعمال ولتطلعاتهم.. ولدورها الرائد في تأسيس النقابات والإتحادات التي تعني بالعمال وتدافع عن حقوقهم.. مشيراً الى أن الأحزاب اليسارية والفكر اليساري بشكل عام كان لهما الدور الأساسي في تبني الثورات العمالية في مختلف بلدان العالم.. لذلك ينبغي على الأحزاب اليسارية والحزب الإشتراكي متمثلا بجميع هيئاته أن يفعل دوره الجماهيري في سبيل النهوض بالمنظمات النقابية والعمل النقابي في كافة مجالات وصنوف العمل في شتى أرجاء الجمهورية…
كما قدم الرفيق الشاب/ مجاهد الشجاع “نائب رئيس اللجنة التحضيرية لإتحاد الشباب الاشتراكي م/إب” مداخلة رحب فيها باسمه وبالنيابة عن اللجنة التحضيرية لإتحاد الشباب الاشتراكي بالحاضرين جميعاً منوهاً في مداخلته الى أنه في كل دول العالم المتقدمة وحتى بعض دول العالم الثالث تقوم النقابات والاتحادات بدور كبير جداً ليس في النشاط العمالي و المهني فحسب وإنما قامت النقابات بأدوار عظيمة في الدفاع عن حقوق منتسبيها ودورهم ومكانتهم في المجتمع بل أنه قد أسفر عن نضال النقابات رخضوع السلطات في تلك البلدان لمطالب النقابات وأيضاً كان للنقابات دور عظيم في إيصال معانات اعضائها حتى الى السلطات التشريعية في البلدان المتقدمة والتي قامت تلك السلطات بإصدار تشريعات استجابة لمطالب وضغط النقابات والاتحادات وقامت بعض السلطات في دول أخرى بالعديد من التعديلات في تشريعاتها نتيجةً لتلك المطالب والضغوطات التي قامت بها النقابات , كما نوه الرفيق الشجاع الى أنه يجب على قوى اليسار وفي مقدمتها الحزب الاشتراكي اليمني أن يقوموا بدورهم في استعادة النقابات لدورها في المجتمع وأن يكون لهم السبق في إعادة النقابات الى مسارها الطبيعي كما كان لهم السبق في إنشاء وتأسيس تلك النقابات على مستوى الجمهورية , مؤكداً بأنه لا بديل للنقابات في الدولة المدنية الحديثة دولة المواطنة المتساوية وسيادة القانون .
كما قدم الرفيق الشاب/ ماجد الجماعي “عضو اللجنة التحضيرية لإتحاد الشباب الاشتراكي م/إب” مداخلة ابتدأها بتهنئة عمال اليمن المكبلة سواعدهم بالظلم، وبواقع العمل النقابي الصعب على مدار السنوات الماضية الذي تعاني من الجمود والتقهقر، والتي يعتقد أنها ستطول لثلاثة اسباب :-
أولا: طبيعة الاقتصاد اليمني، الذي تتحكم فيه مجموعة قليلة، هي المتصرفة الوحيدة بعائداته وبه تشتري الولاءات .
ثانياً : الاستقطاب الطائفي الذي لعبت السلطة دوراً كبيراً في تنظيمه ، فبات الانتماء الطائفي هو معيار المواطنة الذي أثر بشكل سلبي على النسيج الاجتماعي بما فيه اعضاء النقابات ، واقتصر العمل النقابي على الشكل والهيكل الإداري فقط .
ثالثاً : ضعف الكيانات النقابية من حيث تكوينها الفكري.
وبهذا يكون مسار ومصير الحركة النقابية قد كرر سيرة الانهيار العام، الذي قادت اليه الديكتاتورية التسلطية وبؤس الحروب
وخلصت مداخلته بالإعتقاد أن إعادة تشكيل النقابات بطريقة مهنية وعلى أسس صحيحة وسليمة من شأنة أن يغير الكثير في المشهد اليمني العام.
وفي الخاتم تقدمت إدارة المنتدى واللجنة التحضيرية لاتحاد الشباب الاشتراكي بالمحافظة بالشكر الجزيل للاستاذ المحامي/عبده ناشر الشجاع سكرتير دائرة الحقوق والحريات بمنظمة الحزب الاشتراكي بمحافظة إب لما يقدمه من دعم مادي ومعنوي لمنتدى اليسار ومن رعاية لقطاع الشباب والطلاب والذي لولاه لما استطعنا أن نبرز هذه الفعالية لحيز الوجود .
ثم خرجت لندوه بالعديد من التوصيات أبرزها :
- توصي الندوة بإقامة المزيد من الندوات عن العمل الجماهيري والنقابي لتسليط الضوء الكافي عن نشاطه على مستوى عموم الجمهورية .
- يوصي الحاضرون بالاهتمام الكافي من قبل قيادة الحزب بمجموعات العمل الحزبي في قطاعات العمل المختلفة كونها تشكل رافداً للعمل الجماهيري والنقابي على وجه الخصوص .
- توصي الندوة بإعداد دراسة وبحث متكامل عن نشوء النقابات والحركة النقابية ومهامها وأدوارها وما حققته من إنجازات في كافة القطاعات منذُ تأسيس العمل النقابي حتى الآن .
- يعبر المشاركون في هذه الندوة عن أسفهم الشديد للقائمين على موقع الاشتراكي نت لعدم نشر وقائع الندوة السابقة والتي تعتبر من النشاطات العامة للحزب .
- يتقدم المشاركون في الندوة بالشكر الى مختلف المواقع التي قامت بنشر فعاليات الندوة السابقة.
- توصي الندوة بجدولة الأعمال والفعاليات والندوات القادمة وتزمينها .
- يؤكد المشاركون في هذه الندوة والحاضرين على جميع التوصيات الصادرة عن الندوة السابقة





