- ضياف البراق
جراحهم أكبر من رؤوسهم
المسافة أمامهم أقل من خطوتين
لكنها أطول من العمر
وليست قاسية كالانتظار
لا أعرف ما سؤالهم الوحيد
هم أيضًا بلا أقدام ولا كلام
لكنهم جاؤوا هكذا
دخلوا من خَللٍ في رأسي
أو من غفوة في القلب
نحو المسرح الذي لا تصل إليه الخُطَى
هبطوا فيه جميعًا
وجلسوا على مقاعدَ لا تنتظرهم
لم يتنفَّسوا
لم يقولوا أسماءهم حتى للصمتِ أو للهواء
الـ “لا” لا يعرفونها
ربما لا يَملِكون ثَمَنَ الحقيقة
وسجائرهم قد نفدتْ
إلَّا أنهم لم يَقلقوا!
بل انتفختْ كبرياؤهم
تغامزوا يسارًا وتسارروا يمينًا
ابتسموا فاحمرّتْ عيونُهم
كاتمين عنّي فرحةً كبيرةً تشبه فرحةَ النصر
يُسَمّونَ هذا نصرًا!
مع أن وُجُوْهَهُمْ في حُمّى الظلام
وربما قد ذابت
وقلوبهم في أقصى الهاوية،
والخروج من هناك مستحيل.. مستحيل!