- عبدالجبار الثابت
عند لحظةٍ تقفين فيها على النافذة وتسألين الليل عن سوادهِ المُخيف وغيابي سأطرقُ الباب
في بداية الأمر ستتجاهلين ذلك.. ظنًا منكِ أن خيبة أخرى ستحِلُّ، تقولين في نفسُكِ “الهرع نحو الباب لن يُجدي نفعًا هذه المرة أيضًا فالغياب لم يجفّ بعد” لكن ذلك الأمل المُخبأ بداخلكِ والذي لطالما دفعكِ للهرع وفتح الباب في مراتٍ سابقة سيدفعكِ هذه المرة أيضًا…
كعادتكِ ستفتحين الباب بلهفةٍ دون السؤال عن الطارق وأنا كعادتي أحمد الله ثلاثًا عند رؤيتكِ، بتعجبٍ و ببلهٍ واضح ستحدّقين تارة وتمسحين أَعْيُنكِ للتأكد من الرؤيا تارة أُخرى فإذا بهذا الذي يقفُ منتصب الابتسامة أمامكِ هو الغائب المُنتظر حقًا، سنصنعُ من خيوط الشوق وأيدينا عناقًا لن يأتوا بمثلهِ أبدا، نطردُ وحشة الليل، نعوضُ عما سلف ونُرممُ ما أفسده البعد طيلة حرب مضتْ
بعد ليلٍ طويلٍ وفي صباح يومٍ ثان، في مطلع قربنا واللاغياب، في أيامٍ قادمةٍ وصباحاتٍ عدةٍ ستأتي، عند إشراقتكِ وقبل أن تستيقظ الشمس، أقصد عند استيقاظكِ وقبل إشراقة الشمس
ستجدينني مُمتدًا بجانبكِ، ستستغنين عن المرآة حينها وتقفين أمام عودتي لإعادة ترتيبكِ وتصفيف شعركِ المُبعثر تأهبًا لإشراقةٍ جديدة، أنا على يقين أنكِ حينها ستُخرجين الصباح من عتمته إلى ضوءٍ وضاح وبأقل تكلفة…تصطحبين فقط وجهكِ الذي أصبح مُضيئًا لا تُعبسه مسألة إلى الشرفة ويتجلى به الصباح، أو تنثرين ضحكتكِ على السطح لتقتات بها الطيور فتتمكن هي والصباح من التحليق والغُناء
ستجفُ يومًا أوجاع هذي البلاد، ويكسِر السلام باب مُعتقلِها، سيتلاشى البعد حتمًا وبوطنٍ بلا حرب سأعود يا “رهان”
سأعود حاملًا راية بيضاء وأولى ضحكاتكِ
سأعود مُعلنًا عن نجاةٍ وأخبارٍ عاجلةٍ مختلفة المضمون
سأعودُ في أعظم فرحةٍ
وعلى حين وطنٍ يا “رهان”.