أمل عياش
في التاسعة عشر يزداد (لهيب الشوق) إلى بن سعد خاصة حين نترنم بـ(خلينا أشوفك أشتي أشوفك كل يوم وكل ليلة ) حتى حينما يتشاجر الأحبة نراك عند كليهما بـ(لو حد أجا لك وقال لك أننا اشتيك حسك تصدق انأ ما عاد أفكر فيك ) وهكذا تمضي بنا يا أبو السعد ولكننا بذكراك نقول (انأ ما نسيتك ولا انتهى كل ما بيني وبينك ..) ولكن مع الأسف ما زلنا نحلم (بساعات الرجوع) التي لم تأت إلا حين نلقاك بعد مغادرتنا الحياة الفانية .
الفنان الراحل محمد سعد عبدا لله رحل عن دنيانا صباح الثلاثاء 16/أبريل/2002م في مستشفى الجمهورية التعليمي بخور مكسر بعد صراع مع المرض.
مثل اليوم تمر علينا الذكرى التاسعة عشر لرحيله ولأنه لم يرحل عن ذاكراتنا بل لم يزل صوته العذب ينساب في ثنايا أيامنا نقف في الأسطر الاتيه معه محاولين معرفة المزيد عنه :
من مواليد م/لحج في مدينة الحوطة عام 1938م اتسمت طفولته في لحج بعشقه للفن الذي تربى عليه متأثرا بوالده الشيخ سعد عبدا لله كمطرب أصيل . كما كان للمناخ الفني في لحج الخضيرة دور في تذوقه للفن وسرعة حفظه للموشح اليمني وألوان من الأدب ومن الإيقاعات مما خلق منه شاعرا وفنانا حساسا قل نظيره .
أنتقل صبيا إلى مدينة الشيخ عثمان في حارة الصباغين .
في عدن ازداد شغفه بالفن مع وجود قامات تاريخية أمثال الجراش والمسلمي والكثير من الذين صنعوا تقاليد ومواسم وجلسات وجلسات للغناء بها الكثير من التنافس هذا المناخ أنتقل من الوسط الفني إلى المزاج الشعبي ” الغناء في المخادر ” وكان لمحمد سعد عبدا لله حضور قوي في المزاج الشعبي العام.
عرف في البدء ضاربا على الدف والإيقاع وأحيانا كورس، وعندما بدأ الغناء منفردا التقى بجهابذة الشعر ومنهم د. محمد عبده غانم في أغنية ” محلا السمر جنبك ” وكانت من ألحانه .
تميزت الحانة بقوة العاطفة والرومانسية مما أضفت على الكلمات سحر أخّآد مما سهّل وصوله إلى العامة ، ولم يمت شغفه بالفن اللحجي وبالأخص بالفنان محمد سعد عبد الله رائد هذا النوع من الغناء والشعر والألحان، وكانت أغانيه التي لحنها وكتب كلماتها من أعذب الأغاني ضاربا بعرض الحائط ذلك القول الذي يرى أهمية في التخصص بين المجالات الثلاث ومن تلك الأغاني ” ردوا حبيبي ” و” سلموا لي على خلي كثير ” و” كلمة ولو جبر خاطر “،
ومن أهم الأغنيات الوطنية الحديثة ” وحدويون ” و” قال بن سعد ” غناها في مرحلة الانجليز ولم يزل ثاتيرها قائما إلى اليوم كونها مناغمة مع الواقع السياسي وأغنية ” زمان غدار ” و” ياسعيدة ” التي غناها معه الفنان القدير يوسف أحمد سالم .
الفنان الراحل جايل كثير من الفنانين العمالقة أمثال القعطبي والاخفش والماس وأحمد قاسم والمرشدي والزيدي وأبوبكر سالم بالفقيه ، فنان عملاق كهذا يكرّم من يكرموه في مواسم التكريم وإهماله وصمة عار لمن يهملوه .
علاقة بن سعد بأولاده
علاقة الفنان بن سعد بأسرته علاقة لها وصف خاص تحدثت ابنته أشواق عن اختيار والدها لأسمائهم حيث تم اختيارهم ) شوق – أشواق – اشتياق – شوقي – مشتاق ).
تحدثت عن والدها بعاطفة جياشة ورثتها عنه مشيرة إلى عدم قدرتها مشاهدة صورة والدها على شاشة التلفاز وهو يغني، وفي حديث للفنان الراحل مع ابنته بعد أن سمعها تدندن بإحدى أغانية قالها :” انا صوتك له أحساس بالشجن عميق ” كان فنان مرهف الإحساس .
أما الفنان المسلمي عازف التشيلو قال:
السهل الممتنع
كان الفنان الراحل سريع النكتة لايوجد بينه وبين العازفين فوارق أو حواجز بروفاته ممتعه ، وشكلت أغنية ” وحدويون ” علامة فارقة من حيث الجهد المبذول في بروفاتها وطول البروفات، وبقى أن أقول أن الفنان الراحل كان عضوا بارزا في الفرقة العربية للموسيقى ، وأنا هنا أعبر عن شكري العميق لك كصحفية تتذكر سنوية الفنانين وتوصل مايريدون قوله في حياتهم، شكرا لك وللصحيفة .
ولعل استخدام كلمة مصرية “تملي ” في أغنية وحدويون ، هذا الاستخدام لم يخدش القصيدة أو التلفظ بها من قبل الفنان الكبير محمد سعد عبدالله وهو يغني ” تملي في العلا لي تملي ” ، بل يتهادى بنطق الكلمة وكأنها إحدى كلماتنا الشعبية إذ لاتوجد كلمة يمكن أن تعطي ذات المعنى المقصود به على المستوى الشعبي أو العامي من هنا تأتي عبقرية استخدام معاني الكلمات وتوظيفها في السياق العام .
نعم في ذكراك التاسعة عشر نفتقدك أكثر ويزداد فهمنا لمعنى السهل الممتنع .
وفي الأخير ليست هذه ” كلمة ولو جبر خاطر” أو ” “كلمة عتاب ” للمسؤلين فانت أيها الخالد ” أعز الناس” ووجدان الناس وأقربهم إلى القلوب ” “ولن ينساك البال” فمازلت عايشا بيننا ولم ينتهي ماكان بينك وبين الناس ” من الحب والإخلاص .