- كتب: عبدالحكيم الفقيه
الورقة العاشرة
يلاقي الشعر العاطفي الغنائي اهتماما واسعا في معظم المجتمعات واللغات.. كيف لا؟ والأغنية فيها خلاصة تجربة الشعر والموسيقى والانسان والطبيعة المختزلة في الايقاع والصورة الشعرية، ويشمل الشعر الغنائي الغنوة والترنيمة والأغنية والمرثاة والأناشيد الدينية والوطنية..
ويليه بالاهتمام الشعر التمثيلي الدرامي المسرحي ويتمثل في الملهاة والمأساة وخليطهما والمسرحية المقنعة والحوار الذاتي.
ويأتي الشعر السردي القصصي وتندرج تحت مظلته الأقصوصة الشعرية والملحمة ومغامرات العشاق والفرسان، ويليه شعر الوصف حيث تحتمي تحت سقفه أهازيج الرعاة والقصيدة الريفية التي تهتم بوصف مظاهر الريف.
ويأتي الشعر التربوي حيث النظم وتقديم المعارف بقالب شعري نظمي،
ويحتوي الشعر الهزلي أو الفكاهي على قصائد الهجاء والسخرية والتهكم والمحاكاة بسخرية ويأتي أخيرا الشعر الهابط أو المنحط وتندرج تحته قصائد المزج بين لغتين والشعر الركيك والمكسور وقصائد السباب والقذع.
يستند الشعر على الخيال والعاطفة التي تعد منجم الشعر ومصدره، ولكل شاعر طقوسه في خلق الشعر وقوله وكتابته..
هناك تجربة ومراس وعادة لكل شاعر حسب ظروفه وسيكولوجيته أثناء خلق القصيدة فمن الشعراء من ينسلخ عن الوجود تماما وينهمك في خلق قصيدته، ومنهم من يتوتر ويقلق ويضطرب ويستلقي على سرير القصيدة ويبوح لها كمن يبوح في عيادة الطب النفسي ويشعر بارتياح تام بعد الانتهاء من القصيدة، ومنهم من لا يكتب إلا في لحظة ازدحامه وذروة ضجيج ما حوله، ومنهم من يكتبها في أي بقعة وأي لحظة من روتينه اليومي، ومنهم من يكتبها في لحظة انزوائه في بقعة لا يوجد بها سواه، ومنهم من لا يكتب إلا مخمورا، ومنهم من يكتب تحت تأثير الأفيون أو الحشيش، ومعظم الشعراء اليمنيين يكتبون في لحظة كيف القات، ومن الشعراء من يكتب وهو في ذروة اناقته، ومنهم من يكتب ليلا ومنهم من يكتب فجرا ومنهم من يكتب في أي لحظة ومنهم من لا يكتب إلا بلون خاص للحبر والورق ومنهم من يدونها صوتيا ثم يفرغها للورق وبعد انتشار التقنيات تم التراجع عن الدفتر أو الورق والحبر وصارت الكتابة في الحاسوب أو دفتر ملاحظات الموبايل والقصائد التي تولد مقطعا مقطعا يسجلها بعض الشعراء صوتيا قبل التدوين، ومنهم من يعنون قصيدته في البدء وبعضهم يعنونها لاحقا.
الحديث عن الشعر ممتع كالشعر نفسه.
***
تتبع غدا الورقة الحادية عشرة.





