- كتب: محمد ناجي أحمد
رواية “الحقل المحترق” لريان الشيباني، والصادرة عن :خطوط وظلال، الأردن -عَمّان -الطبعة الأولى 2021ـ مثلت قفزة في أعماله السردية من حيث تماسك اللغة ونموها، مع بناء الشخصيات ومسارها الداخلي والخارجي، وأرضيتها التاريخية.
تخلقت الرواية بمزجها بين المتخيل والتاريخي والواقعي، في مقاربات مع الشخصيات التاريخية، التي نجد اشباهها وتكراراتها في حاضرنا…
ولكي لا يسقط في المطابقات الفجة بين التاريخ والقص ظلت الحكاية لدى السارد الخارجي في التباساتها وتلبسها بالتاريخ والمتخيل عملا مبدعا ومتميزا في تأثيره على القارئ، يقول لنا بأن المسافة بين القص والتاريخ تبدو حينا وتتلاشى أحايين، في مزيج عضوي يحيل القص إلى تاريخ والتاريخ إلى قص. معانقة سردية مرتكزها الحكي.
أرى أن الجنس في الأعمال السردية لريان دوما يأتي محجوبا ومستورا وعجولا، باستخدامه لعبارات تسرد ولا تصف، والجنس يحتاج إلى كاميرا بصرية، تعطيه حيزا وصفيا بصريا وحسيا، فذلك يعطي للعمل ذروته.
فالذي أراه أن المؤلف يسدل على الجنس حجابا- أي أنه محتشم- ليكون تلاوة وخبرا لا ممارسة وحسا ومشاهدة…
عمل مهم كـ”الحقل المحترق” لو أعطى للجنس كمكون رئيسي في الحياة-مساحته الوصفية ووقته لكان ذلك كفيلا باستمرار جذوة القارئ.
عمل مهم كان ينقصه التفاصيل المثيرة، ولمسها بصريا وسمعيا بدلا من المرور السردي العابر.
السرد حين يسير بوتيرة واحدة، ولا يتوقف مع المكان والرغبات بما ينبغي أن يكون الوصف يصبح تلاوة وثائقية متخيلة.
لا شك أن هذا العمل يُعَد إضافة وقفزة سردية على المستوى الشخصي للمؤلف، وعلى مستوى التنويع الروائي في اليمن، لأنه يحمل ممكنات سردية عالمية، فقط لو توقفت عدسة السارد لتنقل لنا رغبات الناس والحياة، في ثلاثية السيف والنساء والثروة التي تطرقت لها هذه الرواية…