- محمد ناجي أحمد
ينطلق (الملحدون الجدد) في اليمن من مقدمة خاطئة، في توصيفهم للإسلام بأنه (دين قريش) ويبنون على تلك المقدمة نتيجة خاطئة وهي أن سبب تخلف اليمن طيلة أربعة عشر قرنا سببه دخول اليمنيين “افواجا”في (دين قريش)!
وطريق الخلاص من هذا الفقر وهذا التخلف وهذه التبعية السياسية يحددونه بالخروج من الإسلام “فوجا” واحدا ، كما دخلوه “أفواجا”. والعودة إلى ديانات اليمن القديم ستجعلنا فاعلين في التاريخ ، وستخلصنا من الشقاء والبؤس!
هذا النوع من التفكير(الخلاصي) ينطلق من جذر ومشرب ديني ، متوهما طريقا للخلاص هو القطيعة مع ما سموه (دين قريش)!
لو كان هذا الدين بأفق قرشي لما هيأ لشعوب المنطقة أفقا وحدويا ، وجعل العرب مركزا حضاريا وإسهاما ثقافيا بين الأمم…
هناك مصادرة مسبقة حين يتم وصف الإسلام ب(دين قريش) فلا خطابه ولا تناصاته ولا جدليته مع الوقائع والواقع محصور بقريش، ولا طموحاته مختزلة بها.
فهو كنص امتصاص نصي لنصوص وديانات سبقته ، وكأيديولوجيا عقدية هو “رسالة وهدى” للعالمين، وكانحياز هو وعدٌ بيوتوبيا “المستضعفين” وسلطانهم في الأرض، وكوعي يومي مثَّل جدلا مع الأحداث والتحديات والإشكالات والتساؤلات الحياتية والكونية بلغة الإلهام والوحي الواعي لزمانيته ومكانيته، وبلغة المقام المشكلة للمقال، وفضاء دلالاته المفتوحة على حركة الآمال والمخاوف…