- أحمد النويهي
لم تكن حياة عدنان الحمادي ملكاً شخصياً له لكنه عاش كواحداً من أبناء هذا الشعب العظيم جندياً قضى نحبه على العهد وقد نال حظاً وافراً من الوطنية ليعود يعمد بدمه ترابه الخصيب ليورف كنجمة تبدد العتمة ..
تحتشد الأنظار شاخصة لتلقي نظرة الوداع لكنه اللقاء ..عاش عدنان وقد نذر نفسه منذ وعى كينونته جندياً لهذا الوطن المترامي من اقصاه الى اقصاه ، دون الرجل بصحيفة أعماله صفحة ناصعة كتبها بالدم قبل الحبر بالموقف قبل الكلمة ..
إن حضور شخصية جسدت القيمة الرمزية للقائد في سلوك الرجل الاعتيادي لم تكن وليدة الصدفة بل كانت ذلك الامتداد الطليعي لجيل الثورة الذي هد عروش الطغيان ..
ليس وداعاً لكنه الوعد الناجز الذي قطعه الرجل على نفسه عندما قرر أن يخوض المعركة ..
ذهب القائد يعيد ترتيب الصفوف يشق غبار الليل يشرق مع أول النهار حينما انتصب دفاعاً عن حقنا في الحياة في مواجهة آلة الموت والدمار، عاش عدنان فينا لم يمت ولن …
سيعود يوماً مثقلاً بالغيوم ليمطر فينا سنابل قمح لا تموت..
ليس وداعاً..لكنه اللقاء الأثير وقد عاود المطر موسم الحب والبن أول الفصل يكون حيث يفوح الشذى والأقحوان والأرجوان..
سيحتشد الناس جميعهم دونما تمييز في مظاهرة عارمة لإدانة الجريمة السياسية في استفتاء شعبي على رمزية القائد الذي ارتجل السماء حين امتطى صهوة النهار ليجدد في روح المقاومة الوطنية مسار القضية مهما تكاثف الغبار،
ليست قضية مالم تعمدها بدماء الرجال.
وحدهم الأبطال من يفجرون الثورة حين كانت الفكرة قد اعتصرت لتشعلها فوهات المدافع ليرتقوا دونها الشهيد تلو الشهيد، قرابين على مذبح الوطن كمداميك لا يهتز لها جذع ولا وتد حين تسامق الراية مواطن النجوم تسمو بلغة الطير والبشر..
إن القضية لن تدفن ولا يمكن للروح التي انتصرت لمشروع الدولة أن تغيب عن حفلة شهود الزور فالمهمة التي ذهب إليها الجاني ومن خلفه لم يكتب لها الخلاص من قبضة العدالة مهما تخفى ذلك العقل المدبر للجريمة ..
يكتب الدم وصيته بأن نقاوم دورة الإرهاب مهما تفاقمت ومهما تطاولت
سيقف الناس دقيقة حداد على روح القائد العظيم وهو المتشح بعلم الجمهورية في ذلك العلو والسمو والمهابة بكل اقتدار على مواصلة الكفاح والنضال على درب الشهيد في طريقاً اجترحه لنتصل بالنهار..
سنجدد مطالبة النيابة العامة القيام بدورها في الانتصار للعدالة ولن نطيل الصمت ، سنطالب هيئة الإدعاء مخاطبة الناس بما تم التوصل إليه من خلال محاضر التحقيقات، سنكتب بلا انقطاع عن كل ما يعترض سير اجراءات التقاضي ولن نلوذ بالصمت فليس امامنا غير أن نرفع الصوت عالياً ، سنجدد موعداً مع ساحاتنا فثمة رايات لم تزل ترفرف كروح القائد الذي التحق بالرفيق الأعلى، لن نطالب جموع الشعب الهادرة الانضمام للاصطفاف على جانبي الطريق ،لن نستجدي الحضور لكننا سنجدد اللقاء مع القائد الذي كان الوفي بدمه حين ارتقى معارج اليقين وقد اقسم أن يكون على الدرب شهيد، لن نتوسل التحالف العربي أن يمنح القائد وسام الشجاعة ،لن نتسول محور تعز أن يعيد الاعتبار لقائد تم استهدافه والاساءة له بشتى الوسائل ، لن نطالب قيادة المنطقة العسكرية الرابعة ثلة من الاطقم لترافق القائد في رحلة الإياب سنؤكد للجميع أن الطريق تحفه القلوب المتطلعة لعناق لا ينتهي مع العميد .. لن نطالب رئاسة هيئة الأركان المدفونة صحراء مأرب إسناد اللواء المقاتل بشتى الجبهات قليلاً من الوفاء ، لن نطالب رئاسة الجمهورية منح القائد درع البطولة ولن نستجدي كل هؤلاء الموتى ..
لن نفتح خيمة للعزاء حتى يصدر عن مؤسسة القضاء قرار إتهام يجدد للعدالة مهابة ويشير بلا تردد لمن وقفوا خلف الجريمة وخططوا لها ..
سنجدد موعداً وعنه جماهيرنا الشاسعة لن تحيد ..سنكتب بياناً تتلقفه الكواكب والنجوم ان القضية بدم القائد العميد عدنان الحمادي توقد جناباتها عشقاً جديد حين كان ولم يزل ذلك المد والامتداد والمدد..
سنكتب جملة فعلية أن القائد ومشروعه الوطني فعلاً مستمراً لا ينضب ولا ينتهي كقوافل العيس يتهادى صحراء الوجد لا التيه حين كان حادي العيس يختط في الثرى أثر المسير..
تحية إكبار نبعثها لكل مقاوم حر عتيد أينما تواجد على كامل التراب.