- محمد عبدالوهاب الشيباني
حين كانت الحياة الثقافية في اليمن، وفي ذروة وجود الدولة الرخوة. ، تعاني من حالة ركود ان لم نقل من موت صريح في المركز ومدن الهامش ظهرت مؤسسة السعيد للعلوم الثقافة في تعز في العام 1996 كحامل مختلف للنشاط، وكان لمجموعة هائل سعيد انعم اسهامها الكبير في هذا الدعم، لتحقيق هدفين: الاول تكريما لذكرى مؤسس المجموعة والثانية للتعبير عن حالة مختلفة ظلت غائبة في المجتمع وهي اهتمام القطاع الخاص بالشأن الثقافي وشئونه والاهم بموضوع البحث العلمي.
وحتى تنجح هذه الخطوة كان لابد من وجود اسم يحمل الكثير من الخصائص والخبرات التي توائم بين الاداري المحنك والمثقف الناضج على رأس المؤسسة.
الخبرة الإدارية الكبيرة لفيصل سعيد فارع، الذي عمل لقرابة ثلاثة عقود في كثير من مؤسسات القطاع الخاص بتكوينه السياسي والثقافي المعروف كانت هي المفتاح في تقديرات القائمين على المشروع.
لم تخب تقديراتهم فبعد سنوات قليلة جدا كانت المؤسسة تأخذ مكانها الرائد في خارطة الفعل الثقافي والبحث العلمي ، تمنح جوائزها السنوية في مجالات العلوم والاداب في مهرجان ثقافي كبير يدعى اليه عشرات المثقفين والمبدعين والمهتمين من الداخل والخارج، ولها مكتبتها الرائدة التي حوت الالاف من العناوين في مجالات المعرفة ولها متحفها الخاص وقسم مهم للمخطوطات ومكتبة طفل.
في عقد ونصف كانت جوائز المؤسسة تغطي مجالات متعددة في الاداب الفنون والعلوم ومحكمو جوائزها من خيرة العقول في تخصصاتها، ولعبت شخصية مدير عام المؤسسة امين عام الجائزة وعلاقاته المتوازنة مع الجميع الدور الاهم في تطوير عمل المؤسسة ونجاح انشطتها والتفاف المثقفين حولها.
ولولا انفجار الحرب وحصدها الاخضر واليابس لكانت المؤسسة قد راكمت لرصيدها الخاص وللنشاط الثقافي والبحث العلمي الشيئ الكثير. لكن استهداف المتحاربون لمبناها ومكتبتها ومتحفها بالقصف والاحراق عطل هذا الصرح المختلف.
التحية للصديق المثقف و الاداري المتميز فيصل سعيد فارع ، الذي طالما احتفى، بصفته مديرا للمؤسسة، بالمثقفين والمبدعين من ادباء وكتاب فهاهم اليوم ، وبمبادرة من اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء ممثلا برئيسه الصديق العزيز محمد القعود والهيئة الادارية للفرع يردون اليه القليل من الدين وهو بلا ادنى شك يستحق كل ذلك واكثر.