- محمد الشرجبي
البدايات صعبة ،كيف أُعرب عن مدى صعوبة البدايات! بل إنها غالبا ما تكون كاذبة وتُكتشف ،ويالخسارة، في النهاية.كنت سأكتب عن الحب ،كما وعدت صديّقي، وذلك بعدما علمت بمصاب أخي بنكسة الحب،قلت نكسة الحب ولم أقل جلطة الحب لأنه كان أذكى من أن تباغته الجلطة،كان سبب تشخيصي له بهذه الحالة هو أن حبيبته التي كانت كالقطة توقظه كل صباح ،كانت توقظ ايضاً أبله أخر عند السابعة تماماً، أي أنها كانت تكتب في يومياتها كالأتي” هذا الصباح أيقظت الأبله ميمو أولاً ،كنت أنوي أن أوقظ سيسي لكن وكالعادة أخطأت ساهية، لا بأس الكلام نفس الكلام ” بعدها تردد أغنية شيرين الكلام نفس الكلام ، أي أنها كانت تُشرك الحبيبين معاً بنفس الخط اقتصاداً وتردد نفس الغزل ونفس الدلال. في الحقيقة أخي لم يصب بالجلطة لأنه في نفس هذا الوقت تحديدا من كل يوم كان يتلقي لإيقاظه اتصالين مختلفين وذلك من اللاعبتين صيصي وريري. لذا فقد ذاق من نفس الكأس أو أن الأمر لا يعنيه أصلاً . في هذا العالم الحياة مليئة بالخدع وبالتطفل على حيوات الناس . الخداع والتطفل صفتان دائماً ما تتكرر في حياتنا وكأن كل صفة تقود للأخرى، فبالخداع نحصل على الجنس أو ما يشابه نشوة الجنس وبالتطفل نحصل على ما نريده بامتطاء صهوة الدين . بالنسبة لي فقد أصبحت وكأني لا يهنئ لي بال إلا بمتطفل أو مخادع. وكم نستسلم لهما،التطفل والخداع، إن اختلطا بهرمون الحب عليه اللعنة.. صارا دافئين لذيذين كالشوكالاتة الساخنة. اليوم مساءً زواني صديقي القديم أحمد بزواياه الضيقة حتى أنه ألجمني بلجامه الفض. في الحقيقة أنا معارض وبشدة مسألة النصح وأعتبره استفزازاً صارخاً واتهم مسديه بالبله وقلة الحيلة.
أن أشطب رقم كرت الشبكة وأدخله في الصفحة كي أبدأ التصفح فأجد أن جميع ملاك الشبكات اللاسلكية قد انقلبوا وعاظاً ومشائخ فمنهم من يذكرني بسقر وأنها لا تبقي ولا تذر ومنهم من يحلفني بسمعي وبصري وفؤادي وأنه يبرئ ذمته مني كمصاصين الدماء ويفوض أمره لله، ومنهم من هو أهون فيذكرني بالله وحسب، فيستغفر الله ويتوب إليه من نيتي الخبيثة، عليهم اللعنة ،هذا كله لأنني فكرت أن أستقبل رسائل واتساب وأرسل بعضاً منها،ومنهم من يسجل خطباً لأحد مشائخ السنة يحكي فيها الشيخ عن رائد الفتى الذي اختلى بنفسه ليشاهد فيلماّ إباحياً فتخطفه الموت متلبساً، ليدخل عليه أهله عرياناً وقد أرسل الله جبريل بدلاً عن عزرائيل ليخطف نبضات قلبه استثناءاً وموعضةً.
عرضت اعتراضي لأحمد ،الصديق القديم، فحشرني باتهامٍ لم أكن اتوقعه إذ قال أن السارق برأسه قشاشة،هذه القشاشة التي تكلم عنها ضياف البراق حيث قال أن مشكلة العالم العربي هي القشاشة ، يعني أنه مادام قد ألمني التطفل،اقصد الوعض،فإن غرضي خبيث. يضحكني هذا الأمر ،وماذا ؟ قلت له،أنا حر إن كانت الأفلام الجنسية تروقني فلم لا؟فلم التذكير بالنيران والنكال كالمجرمين قطاعين الرقاب؟أجاب: هو نصح وحسب ، لكنه كان مخطئ بل هو تطفل وقذف اعتباري ومن يقوم به متدين لا يعرف من الدين إلا السجود والشهرة.ذكرني هذا الحدث بنفسي ،ذات يوم جمعة وبخلاف العادة اغتسلت وتطيبت ولبست احسن ما لدي احتذاءً بالسنة وذهبت مبكراً للمسجد كي أنال الجمل بما حمل، مع هودجه، وبينما أنا أخطو عتبة الباب إذ رماني ولد الشيخ بنصيحته الثمينة ،”هل توضأت” بلعت الريق وأبتسمت على مضض، وقلت نعم . اغتسال وطيب واجمل الثياب وأول الوافدين وفوق هذا كله يستفسر اقتداءً بأبيه ،طبعاً لوجه الله كي ينال الأجر، هل توضأت؟ هم أقصد ملاك الشبكات ،لا وفقهم الله،كولد الشيخ.في الأخير اتُهمت اليوم وبفلسفة عريضة أني ما دمت هكذا فإني هكذا ،مادمت أعور فإني بلا شك أصور.