- انتصار السري
في البداية اعتذر عن عدم تمكني حضور توقيع كتابك ” حافة إسحاق ” اليوم، هذه تحية بسيطة لكتاب يستحق الكثير وكاتب بحجم الوطن شكرا على هذه الاضافة إلى المكتبة اليمنية والعربية أيها النبيل…
صدر مؤخرا كتاب “حافة إسحاق” للأديب والكاتب الصحفي الكبير عبدالرحمن قاسم بجاش، وقد جاء الكتاب في 217 صفحة من القطع المتوسط وبإخراج جميل، لوحة الغلاف هي صورة لـ حافة إسحاق، صدرت عن مكتبة ابن خلدون صنعاء.
الكتاب ينتمي إلى روايات السيرة الذاتية وهي سيرة المكان الإنسان الزمان، شخصياتها تنوعات من السياسي إلى التاجر إلى الجار والأصدقاء ورفاق المدرسة إلى صاحب القهوة، عشنا مع تلك الشخصيات بكل بساطتها وقلبها النقي، شخصيات حالمة بوطن ينعم بالازدهار وبناء وطن يرتقي بالعلم والعمل. كل شخصية جاءت على طبيعتها فكانت صادقة، كل كاتب يعتمد في اعماله الأدبية على رسم شخصيات خيالية لكن في حافة إسحاق كانت الشخصيات حقيقة عايشها الكاتب منذ طفولته ولمدة ثمان سنوات بعد عودته من القرية ودراسته فيها، حتى انهى المرحلة الإعدادية وسفره إلى صنعاء لتبدأ مرحلة من حياته، هي مرحلة جديدة عاشها في صنعاء، وسوف نعيشها معه في كتابه القادم “لغلغي في صنعاء”.
كانت تلك السنوات التي امتدت من عام 1962م إلى عام 1969م هي سنوات حياة الطفل عبدالرحمن قاسم بجاش في حافة إسحاق بعد عودته من القرية، الكاتب اجاد رسم المكان في وصف دقيق جعلنا نتنقل معه في حارة حافة إسحاق من المقبرة والمستشفى الجمهوري، ووادي المدام، مدرسة الناصر (الثورة حالياً) شارع 26سبتمبر، مستودع الشرق الاوسط، العرضي والأسواق الشعبية والمقاهي وخاصة مقهى الأبي وصاحبها عبدالله الأبي.
من سطور حافة إسحاق نختار ما يلي:
(ذهبت اقارن بعد أن أجلسني على الكرسي الأبيض المهيب كأنه كرسي ملك كما خيل إلي، فلم أكن قد جلست على كرسي مثله اللهم إلا دكة عمتي، إذ قلت في نفسي وقد سمعت المقص يطقطق بجانب أذني، ومشط صغير يرحل في شعري جيئة وذهابا: يا الله أين هذا من “صفحة” عمتي! صورتي بدت كبيرة في مرآة الحلاق ولأول مرة أرى عبدالرحمن قاسم بجاش بشحمه ولحمه وبقايا الجدري على وجهه.)
قدم الكتاب الدكتور عبدالعزيز المقالح، وتم اختيار جزء منها في الغلاف الخلفي للكتاب حيث قال الدكتور المقالح في تقديمه لكتاب صديقه بجاش:
(إن صديقي عبدالرحمن لا يكتب ليتسلى أو يتلهى بل يحرص في كل ما يخطه قلمه على أن يعكس نبض الإنسان والمكان في سلسلة ذهبية من التعبير الشفاف. وقد أسعدني (كما سوف يسعد جميع القراء) جمع كل هذه المرايا في كتاب واحد قريب من القلب والعين. ولا أخفي أنني كنت أنتظر هذه الخطوة منذ وقت غير قصير، وقد جاءت في وقتها المناسب. تحية لك يا عبدالرحمن وأهلاً بكتابك البديع.)…