- عبدالرحمن بجاش
هناك ، هنا ، في حياتنا عموما ، بشر ، يحملون في انفسهم الجمال عنوانا …
أدخل عليه غرفة الاخراج أجده يبتسم ، ادخل عليه في غرفة المونتاج أجده
يبتسم ، أصادفه في الدرج ونحن داخلين أو خارجين ، فأجده يبتسم ، ذلك هو احد اولئك اروع النفوس عقيقا ، عرفتها ، زاملتها ، جالستها في الصحيفه ”
الثورة ” أكثرمما جالست أولادي …
في لحظة هذا الوجع الدامي افتقد احمد الفرح ، من كان يعيد تشكيل حروفنا وكلماتنا صفحات مليئة بالحياه ….
لم أقبض يوما على زميلي وصديقي احمد الفرح – بفتح الفا وكسر الرا- متلبسا بالعبوس او اليأس او النزق أو الكسل ، او التبرم من وضع ما ، بل تراه يقبض علي متلبسا ببعض من تلك الصفات ، فيبادرني : “أهلا اخي عبده ” ، ذلك الترحيب يكفي لأن يكون بردا وسلاما على نفسي ، فنعود الى العمل ….
سنوات كثيره ، عج القسم الفني في الصحيفة بكوادر رائعه ، تركت اثرها وذهبت ….بعضهم ترك أثره الإبداعي وذهب ، بعضهم ترك الإبداعي ولمسة إنسانية وتوارى ، خذ عبد العزيز الزبيري ، خذ جابر نافع من مصر العظيمه ، موفق فرزات رسام الكاركاتيرالمعروف من سوريا ، اتواصل معه إلى الكويت إلى اللحظه ….، محمد الجرموزي مخرج الصفحات في مرحلة مهمة ….
أسماء كثيرة تركت اثرها
فينا وذهبت ، لم تطلب مقابلا ولم تمن ولم تدعي ، باألأمس عرفت فقط أن محمد
السدمي حامل الكاميرا توفي ، ذلك النقي عبد الله حويس ترك فينا اسمه ورحل
….
اتمنى ان ياتي يوم وتحتوي لوحة ذهبية في أي ركن من اركان ذلك
المبنى ألذي يحمل بصمات رجال قدموا للمهنة الكثير ، اتمنى ان ارى اسماءهم
تطرز اعين الاجيال الجديدة من المهنيين الحقيقيين بذكراهم العطره ،
واثارهم التي في الصفحات ….
احمد الفرح ، لاأدري أين هو الان …، الى أين مايكون ارسل اليه ولائي المهني ، وتقديري الانساني لما كان عليه ..واحترام له تركه في النفس وغاب في زحمة الحياه ….
لله الامرمن قبل ومن بعد .