- محمد ناجي أحمد
- تكمن أهمية الكتاب في كونه وثائقي لحركة 13يوينو 1974م. فالكاتب شاهد على عصر الطموح والتحرك العملي لوضع اللبنات التأسيسية لبناء الدولة اليمنية الحديثة والعصرية. وهو مناضل في التنظيم الناصري ، تسنم أمين سر مساعد لفرع صنعاء(فرع علي عبد المغني) وقت قيام حركة 15أكتوبر1978م. وهو أحد موظفي الرئاسة ، وفي إعداد الدراسات ، وفي سكرتارية لجنة الإعداد للمؤتمر الشعبي العام 1977 المزمع عقده بالحديدة الخ.
شمل هذا الكتاب الحديث عن لجان التصحيح المالي والإداري ، في الجيش والمؤسسات والوزرات والمحافظات والنواحي ، وتحدث عن هيئات التعاون الأهلي منذ أن كان إبراهيم الحمدي رئيسا لها عام 1973م، والرئيس القاضي عبد الرحمن الإرياني رئيسا فخريا، ثم النشاط الواسع ، وتنامي هيئات التعاون الأهلي في إطار الاتحاد ، وما أنجزته من مشاريع حيوية على مستوى البنية التحتية . وشمل الكتاب خطوات حركة 13يونيو في مواجهة الفساد ، وإتاحة الفرصة للدماء الشابة والمتخصصة لتبوء المناصب ،ومواقع القرار ، وإزاحة القوى التقليدية ،…
عام 1977م كان عاما حاسما في الاندفاع الثوري نحو تأسيس المؤتمر الشعبي العام ، وتصريح الرئيس الحمدي بأن شهر العسل قد انتهى بالنسبة لاقتصاد السوق المفتوحة ، فهو بحسب ما قالهالرئيس سالم ربيع علي كان قد عزم على أن يتجه نحو الاقتصاد الموجه بعيدا عن سوق الاستهلاك الترفي.
وعام 1977 كان عاما للوحدة ، فقد كان متفقا عليه بأنه سيوقع في عدن على عدة اتفاقيات ، منها توحيد السفارات ، وتوحيد العلم والنشيد ،والاتفاق على مجلس رئاسة ،تكون الرئاسة فيه بالتناوب ، وإزالة حواجز التنقل بين الشطرين، وتوحيد النقد …
عام 1977 كان عام التوجه نحو السعي لتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة عربية ، ولذلك عقد مؤتمر البحر الأحمر في تعز ، وحضرته الصومال والسودان والشطر الجنوبي والشطر الشمالي ، وامتنعت عن حضوره السعودية ، وتحفظت مصر السادات تبعا لامتناع السعودية …
لم يحدثنا الكاتب عن صياغة البيان الختامي لمؤتمر البحر الأحمر ، ودور النميري في تعديل لهجته حتى لا يتم إثارة غضب السعودية ، فقد كان النميري يمثل السعودية من حيث الموقف!
وفي عام 1977م كان انعقاد المؤتمر العام الخامس للتنظيم الناصري الذي حضره الرئيس إبراهيم الحمدي في الحديدة ، لكن الكتاب لم يتحدث عن المؤتمر العام الخامس للتنظيم الناصري ،و لا عن المشاركين فيه ، رغم أنه أحد الأعضاء المشاركين في ذلك المؤتمر!
فهل سيردف المكتبة بكتاب آخر عن مؤتمرات التنظيم الناصري الستة أو السبعة التي عقدت قبل الوحدة ؟
تحدث الكتاب عن خطاب الرئيس الحمدي في مؤتمر دول عدم الانحياز عام 1976، وهذا ما سنتناوله بقراءة نقدية لذلك الخطاب في الحلقة الرابعة والأخيرة من وقفاتنا هذه.
كانت التوجه المبرمج والعلمي يعكس مدى سعة وعي الرئيس إبراهيم الحمدي في استقراء الواقع والانطلاق منه لتغييره، وهو ما يذكرنا بمناقشته مع الشيخ يحيى منصور أبو أصبع، حين ذهب أبو أصبع إلى بيت الحمدي بتوجيه من قيادة الحزب الديمقراطي الثوري اليمني ، ليحذره من أن هناك مخططا لاغتياله ، يرتبه نائبه، رئيس هيئة الأركان المقدم أحمد حسين الغشمي، وما رد به الحمدي على أبو أصبع ، في توصيفه للحزب الديمقراطي الثوري بأنه اتخذ مسارا بعيدا عن الواقع حين تبنى شعارات وطريق الكفاح المسلح ، والزحف على المدن من الأرياف ، وأن السلطة تنبع من فوهة البندقية . وقال لأبو أصبع حين رد الأخير عليه قائلا له ” والله عادك حافظ الدروس الثورية من حركة القوميين العرب وما بعدها” في تلميح من أبو أصبع لانتماء إبراهيم الحمدي لحركة القوميين العرب والحزب الديمقراطي الثوري . فرد عليه الحمدي” لقد رفعنا شعارات وتطرفنا في أفكارنا إلاَّ أن الواقع شيء آخر ، نحن بدأنا نستوعب واقعنا المرير وأنتم لا زلتم حيث أنتم ، ابقوا حيث أنتم فأنتم أحرار…” بحسب ما ورد في شهادة يحيى منصور أبو اصبع عن عبد الوارث عبد الكريم ، في حلقته الثالثة المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي…
على المستوى العربي كان للحمدي في فترته القصيرة دوره العربي في التقريب بين حافظ الأسد والبكر ، وبين ومصر وليبيا ، والمغرب والجزائر، وكذلك بما يتعلق بلبنان ، والقضية الفلسطينية، ودوره في التخاطب مع الرئيس الفرنسي حينها بخصوص جيبوتي وضرورة الاستجابة لمطالب المتظاهرين بالحرية والاستقلال…
الكتاب وثق لأسماء الشهداء والمعتقلين الناصريين ، سواء الدفعتين الأولى من العسكر والثانية من المدنيين ، والعفو عن الدفعة الثالثة مع سجنها لمدة عام وبعضهم لسنوات ، وكذلك معتقلي تعز والحديدة ، والمعتقلين من الأحزاب الأخرى ، ومعتقلي التنظيم طيلة عقد الثمانينات وإلى عام 1992م.
تحدث عن الخطة الانمائية الثلاثية ، والتي انتهت عام 1976، والخطة الخمسية ، والتي نفذ منها ما يتعلق بعام 1976/1977م.
شمل الكتاب في تناولاته المشاريع الزراعية والصحية والمياه والتعليم والكهرباء والمدن السكنية ، والتوجه نحو التصنيع ، تنظيم المغتربين في مؤتمر عام ،الخ …
ملاحظة استدراكية: كنت قد كتبت هذه الحلقة مع اقتباساتها ، لكنني بعد أن نقلتها لذاكره التلفون ، حذفتها من سطح المكتب ، ولم أجدها وتفاجأت بأنها لم تنسخ لذاكرة التلفون ، فأعدت الآن كتاباتها من ذاكرتي …