- محمود ياسين
رسالته لأردوغان مزيج من الحمق والطفولية المتوعدة .
يجب أولا أن أفصح عن موقفي الشخصي من العمليات التركية في الأراضي السورية بوصفها اعتداء
وتدخلا سافرا ضد سيادة الدولة السورية ، ولا تسألني وتخوض معي في السياسة
بمزاج : ولماذا تركيا فقط بينما تدخل الروس وإيران والخليج قبلها ؟
هذه ليست محاججة مطبخ ولسنا بصدد المفاضلة بين مستويات لاعتداء واحد ، وأي
تدخل في سيادة بلد هو مرفوض، وأي تواجد لقوات أجنبية على أراضي بلد ما هو
اعتداء وانتهاك سيادة ولو جاء بطلب من رئيس .
كل الجيوش المتواجدة على الأراضي السورية مدانة وتفصح عن زمن الانكشاف العربي وانهيار منظومته الأمنية .
كان الحديث بداية عن ترامب والكتابة مرحة عن هذا المختل الذي يجلس في
البيت الأبيض ، ولكن المواقف وتحديداتها تجعلنا مملين رغم أنوفنا .
من
غير المعقول ان تلتقط عجائز القرى النائية في ريف العالم مظاهر جنون وخطر
رئيس أمريكا ولا تلتقطه السي آي إيه ، الجهاز الذي أسقط رؤساء في بقاع
العالم وسمح لتاجر عقارات أصهف عنصري وغريب الأطوار النيل من قوة بلادهم ،
وإيصالها مرحلة الوجود بوصفها مبعث هزء وسخرية .
لقد أظهر روحاني قبل
شهر استخفافه بالبيت الأبيض وهو يرد بامتعاض على مقترح تواصل وبحث حلول مع
ترامب قائلا : لا يستحق الاهتمام ، ليس مسؤولا
الرسالة الأخيرة سربتها الاستخبارات الأمريكية والتي تضمنت تهديدات اقتصادية ودعوة لأردوغان أن لا يكون أحمقا ، وملحق بالرسالة تحديد تأثيرها وفقا لمعايير استخباراتية
منضبطة ، وكانت النتيجة : صفر .
كانت ممثلة بارعة الجمال قد تحمست
أيام انتخابات أوباما ، وأرادت المشاركة بتعليقات مساندة لأوباما ، الأمر
الذي حدى بفريقه الانتخابي عقد اجتماع والتواصل مع الممثلة الفاتنة
واخبارها ان الرئيس يشكرها لكنه يود لو تبتعد عن حملته الانتخابية فذلك
سيلحق ضررا ما ويجعله عرضة للشائعات ، وجاء المقاول ليدشن حملته الانتخابية بتلمس فتاتين شبه عاريتين في الشارع وبما يبدو وكأنهما ضمن فريقه ، ناهيك
عن افصاحاته الجنسية ذات الصلة
، ماالذي حدث لأمريكا ؟
أشار
أوباما مرة وباقتضاب لكون البعض يريد الركوب مع امريكا مجانا ، جاء المقاول وتفرغ للاتصال شبه اليومي بالسعوديين : إدفعوا ،، حد الشعور بالتقزز
والخجل ، ومن الطريقة التي استقبل بها السعوديون بوتين التقطت النيويورك
تايمز الرسالة ونشرت عنوانا : ترامب يقضي على وجودنا في الشرق الأوسط
لقد تخلى عن الأكراد هكذا فجأة وراح يغرد : الأكراد لم يشاركوننا في عملية
الإنزال على النورماندي في الحرب العالمية الثانية ، وكل ليلة يغرد ترامب
وبمزاج مدير جديد لمؤسسة إنشاءات لديها منافسين حقودين
صعد ريجن
للرئاسة أمام دهشة العالم وشغف الأمريكيين بإمكانات الديمقراطية الأمريكية
وهي تجتذب ممثلا سينمائيا وتمنحه قيادة أقوى جيش في العالم ، لكن المؤسسة
كانت حاضرة وبكامل يقظتها وبدلا من أن يجتذب ريجن الدولة الأمريكية إلى
الاستوديو والفنتازيا اجتذبته المؤسسة إلى المسؤولية وحيث ينبغي أن يكون
الرئيس .
لقد أقال الأصهب المتحمس العاطفي الجشع والتجريبي في آن كل
مساعديه تباعا وبسيكلوجيا إمبراطور روماني مختل ولا حدود ولا توقعات لما
يمكن أن يقدم عليه
صعود ترامب هو المعيار الأساسي الذي يعتمده أغلبنا
لإدراك كم أن العالم قد تغير ، لكن تظل هذه أمريكا ، الديمقراطية والموارد
والقوة الأولى ، وبوسع أي رئيس أن يكون مجنونا ، عدا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، جنونه خطر على العالم بأسره .