- عبدالجبار الحاج
إرادة التغيير التي لا تقض مضاجع الف ناهب اضعف من ان تفكر كيف تشبع مليون جائع . وفي اليمن اكثر من عشرين مليون جائع .
إرادة التغيير ان لم تقذف بالملوثين الفاسدين والانتهازيين إلى الدرك الاسفل من نار العقاب تؤول الى مشروع لتحصين الظلم والفوضى وتعطيل ارادة العدالة والانصاف التي ينشدها الملايين من شعبنا المفقر ….
هي مشروع التسوير العالي لجدار الظلم ..
وأشد أنواع الظلم ظلما ان تقطع يد سارق الرغيف وتعلي شأن سراق قوت الملايين .
يكذب من يزعم بسط العدالة في ظل احتوائه وحمايته رؤوس كل المظالم .
وأهم من يظن وموهوم من يصدق وعد العدل ممن لا يقطع يد مسئول فاسد في وطن نخرته اصابع الاف ممن أثروا على جوع الملايين .
……
تعز بما هي جزء تحت سيطرة مراكز الفساد
على جزء من تعز وعلى أجزاء هذه المحافظة المتوزعة اشتاتا بين كل نقائض الصراع والاحتلال ولكل نقيض نسخته الصراعية التالية في الاقتتال الخادم لمشروع المحتلين .ففي الجزء الواقع تحت سيطرة الانصار ما لم يُقَدم نموذجا في العدالة والامن والخدمات فان نماذج ورموز الفساد في النطاقين الجغرافيين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي يتحدان في النهج يختلفان في الشعار ..
.
في تعز وفي المنطقة الواقعة تحت سيطرة الانصار رغم أن المعركة لم تبدأ بعد مع قوى النهب ومنظومة إدارة الفساد .. كشفت فئران الفساد عن تنمرها .
ضمن المحاولة الجارية الان لتغيير ما ففي المقابل تتوالى قوافل مراكز النفوذ في مختلف مواقع السلطة تصطف وتتخندق متخذة من الشراكة ورقة ضغط .. ومستندة إلى سلطة مراكز الفساد في أعلى الهرم .
بدأت المحاولة بتغيير جزئي طفيف في أدنى مستويات الإدارة ..وبمجرد قرار المحافظ تكليف اثنين من مدراء العموم في مديريتي خدير والتعزية بعناصر من خارج منظومة الفساد العتيق والجديد .. بعناصر من وسط شعبي بسيط خارج السلطة ومن ميدان معركة مواجهة العدو المحتل لتكشف منظومة الفساد عن طبيعة وجوهر الشراكة وتكشر عن نابها .. تمارس اشكالا من الفوضى التي لا تقبل بالتغيير .. مالم يكن التغيير بالتعيين من طينتها ولونها وادواتها .. لا تريد تغيِّر السئ الا بالاسواء .. هذه صنائعها في الحفاظ على نهج الإنحراف في مواقع القرار في أدارة شؤون الناس وفي المعركة …
بفساد الارادة يدار الفساد وصارت الشراكة ذريعة للفساد ..
الفساد داء لا شفاء منه الا بالاستئصال خاصة وقد تجذر في كل مستويات ومؤسسات الإدارة
…… ……..
في انتصار الإرادات التي لا تساوم
من النماذج التي يجب أن نقتدي بها في رفض المساومات التي تطرح مشروع العدالة والسيادة في كفة وفي كفة اخرى تمكين الفساد والمفسدين مقابل مزعوم الاستقرار .وقس على هذا انماط من المساومات ..
أمثلة :
في الجزائر خاطب هواري بومدين أصحابه بكلمة بعد إن لامه بعضهم من عدم قيامه بنيل اسباب الراحة واقتطاع قدرا من المال يكفيه لعيش الرخاء بعد طول عناء رد عليهم قاطعا :
من اراد الثروة فليذهب الى تجارة ومن اراد الثورة فليبق معي . وقاد الجزائر خلال احدى عشر عاما من رئاسته الى مصاف الدول .
في ايران اقترن مسار الثورة بحرب ضارية ولم يحدث ان ساوم الثوار باهداف الثورة لصالح مهادنة وشراكة الصف الوطني الخادع .
ومن تجارب اليمن
واجهت جمهورية اليمن الديقراطية حصارا اقتصاديا ودسائس ومؤامرات تخريب خلال فترة حكومة الجبهة القومية فالحزب الاشتراكي منذ،عام 69 حتى عام 90 .ولم يساوم النظام بقبول عودة السلاطين والمشائخ والقادة القاسدين مقابل فك الحصار .
في عدن عاش عبدالفتاح اسماعيل في منزل في معاشيق لا يتعدى ثلاث غرف ضيقة وسلم خشبي متواضع الى غرفة الامين العام للجبهة القومية في منزل الرئيس اليمني الجنوبي . ومن تلك الغرفة الضيقة دانت له وارتعشت فرائص الملوك والشيوخ في سائر الانظمة الرجعية في الجزيرة العربية والخليج ….
فمن أي مدرسة يمكننا أن نتعلم إن شئنا وأردنا التغيير قولا وفعلا..
..